حزب البعث العربي الاشتراكي

logo

header-ad

الاغتيالُ السياسي جزءٌ من سياسة «الكابوي»

يعتمد التاريخ الأمريكي ومنذ تأسيس الولايات المتحدة وحتى اليوم على سياسات الاغتيال التي بدأت بقتل الكثير من السود إبان التأسيس على يد من سموا أنفسهم رعاة البقر«الكابوي».

إن الاغتيال السياسي هو عملية قتل متعمدة تستهدف شخصية عامة ذات تأثير فكري أو سياسي أو عسكري أو قيادي وترتكز على دافع قوي ولأسباب عقائدية أو سياسية أو اقتصادية أو انتقامية، تدبره حكومات الولايات المتحدة ومن خلفها «الدولة العميقة»، ولا تقتصر على الاغتيالات خارج الولايات المتحدة، بل على عمليات اغتيال مهمة في الداخل، ومن أشهر هذه الاغتيالات:

اغتيال إبراهام لنكولن الرئيس السادس عشر لأمريكا عام 1865 وكان أول رئيس يُغتال فيما تعد أشهر حادثة اغتيال في التاريخ الأمريكي، وتساءل كثيرون إذا ما كان هناك نوع من المؤامرة وراء عملية الاغتيال التي لم تكن سراً بين من نظروا إلى الرئيس لينكولن كمصدر تهديد لهم. كان لينكولن قائداً للجيش الاتحادي الشمالي خلال الحرب الأهلية ضد الجنوبيين الداعين للكونفدرالية من أجل تحرير العبيد، وبمجرد انتخابه رئيساً وإعلانه النية في القضاء على نظام العبودية بدأ في تسلم خطابات تهديد تحذره من مؤامرة اغتيال تحاك ضده.

اغتيل لنكولن خلال عرض مسرحي ليلي على مسرح فورد في العاصمة واشنطن بعد مضي خمسة أيام فقط على انتهاء الحرب الأهلية باستسلام قائد الجيش الجنوبي الكونفدرالي روبرت لي.

ثم جاء اغتيال الرئيس الأمريكي العشرين جيمس جافيلد عام 1881 بمحطة السكك الحديدية في واشنطن عن طريق المحامي كارلوس جيتو الذي كان غاضباً بعد أن رفض طلب تعيينه سفيراً للولايات المتحدة في فرنسا، وبعد ذلك اغتيل وليام ماكينلي، الرئيس الخامس والعشرون عام 1901 عندما أطلق ليون كازلجوسز الرصاص عليه أثناء تحيته مؤيديه في حفل استقبال في معرض لدول أمريكا اللاتينية، وخلال فترة حكمه عد البعض ممن ينتمون إلى ما تسمى «الحركة الفوضوية» أن الرجال والنساء في مناصب السلطة العليا هم رموز لحكومة ظالمة وأصبح رجال السلطة كلهم أهدافاً لهم.

وكان آخر الرؤساء الأمريكيين الذين تم اغتيالهم هو جون كينيدي، الرئيس الخامس والثلاثون عام 1963 إذ قتل خلال سير موكبه في مدينة دالاس، في ولاية تكساس وسط جمع من المواطنين اصطفوا لتحيته مع زوجته أثناء مرورهما بسيارتهما المكشوفة في الشوارع، إذ أطلقت عدة أعيرة، نارية مصيبة الرئيس في مؤخرة رقبته ورأسه وأعلن عن وفاته بعد أقل من ساعة، ولم يُعرف حتى اليوم من هو العقل المدبر وراء اغتيال كينيدي، لكن ما زال العديد من النظريات المختلفة حول مقتله قائماً.

وبعد تحقيق قصير أجرته لجنة وارين قالت إن مرتكب الجريمة، لي هارفي، والبالغ من العمر 24 عاماً، وهو ضابط أسبق في البحرية قام بها لدوافع شخصية، لكن الحقيقة غير ذلك، إذ لم يعترف بارتكابه الجريمة وقتل بعد يومين فقط من احتجازه لطمس آثارها.

وكانت هناك محاولة اغتيال فاشلة لاغتيال الرئيس رونالد ريغان في عام 1981. وبخلاف الرؤساء، كان الزعماء السود ممن قادوا حركة كفاح الأمريكيين الأفارقة لنيل حرياتهم وحقوقهم من أهم ضحايا الاغتيالات السياسية، ففي عام 1965 اغتيل مالكون إكس الذي عُرف أيضاً باسم الحاج مالك، وهو من أكثر الزعماء السود أهمية وجدلاً في التاريخ الأمريكي.

كان مالكوس المتحدث الرئيس لحركة «أمة الإسلام» وأنشأ مالكوم جمعية المسجد الإسلامي، إضافة إلى منظمة وحدة الأمريكيين الأفارقة عام 1964، وقد اشتهر بسياساته وأيديولوجيته المثيرة للجدل، وبعد تلقيه عدة تهديدات بالقتل هاجمه ثلاثة مسلحين وأطلقوا النارعليه حتى مات، أثناء احتفال جماهيري في قاعة احتفالات في حي هارلم في مدينة نيويورك في 21 شباط عام 1965.

أما اغتيال الزعيم التاريخي لحركة الحقوق المدنية، مارتن لوثر كينغ الذي شجع على حدوث تغييرات اجتماعية واسعة من خلال وسائل سلمية، فكانت أثناء وقوفه في شرفة حجرته بفندق صغير في مدينة ممفيس في ولاية تينسي الأميركية في 4 نيسان 1968 إذ كان موجوداً هناك لدعم احتجاج عمال الصحة السود بهدف الحصول على حقوق مساوية لزملائهم البيض، وقد اعترف القاتل المدعو جيمس إيرلي بارتكابه الجريمة وحكم عليه بالسجن مدى الحياة، لكنه ادّعى لاحقاً بأن محاميه أجبره على الاعتراف وأنه بريء من التهمة الموجهة إليه.

ومن أبرز الاغتيالات السياسية التي نفذتها الولايات المتحدة في الخارج، بشكل مباشر أو عن طريق عملائها، اغتيال أنديرا غاندي التي شغلت منصب رئيس وزراء الهند ثلاث فترات متتالية للأعوام 1966-1977 والفترة الرابعة من «1980-1984» وهي المرأة الثانية التي تنال منصب رئاسة الوزارة في العالم وأول رئيسة للوزراء في الهند، وغاندي ابنة جواهر لال نهرو الذي كان أول رئيس وزراء للهند بعد استقلالها وقد أسست علاقات وثيقة مع الاتحاد السوفييتي. اغتيلت على يد اثنين من حراسها في 31 تشرين الأول عام 1984 ولكن كل الأدلة تشير إلى تورط المخابرات المركزية الأمريكية في مقتلها.

اغتيال بناظير بوتو، زعيمة حزب الشعب الباكستاني، وهي أشهر شخصية نسائية سياسية في باكستان وقد كانت رئيس الوزراء الحادي عشر في باكستان، إذ تم انتخابها في فترتين غير متتاليتين من «1988-1990» و«1993-1996» وبوتو أول امرأة تنتخب لقيادة باكستان، وهي الابنة الكبرى لرئيس الوزراء السابق ذو الفقار علي بوتو، وزوجة الرئيس السابق لباكستان آصف علي زرداري.

تعد بوتو رمزاً للمعركة من أجل الديمقراطية، وهي واحدة من عدد قليل من القيادات النسائية اللاتي شكّلن الأحداث العالمية في القرن الماضي، وقد أشارت أصابع الاتهام إلى تورط المخابرات المركزية الأمريكية.

ومن أبرز الاغتيالات السياسية اغتيال الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود، ملك السعودية الذي تولى الحكم من عام 1964 إلى عام 1975، وإليه يعود الفضل في إنقاذ الأحوال المالية في المملكة وتنفيذ سياسة التحديث الإصلاح، عرف بمناصرته للقضية الفلسطينية والفلسطينيين وبتقاربه مع الدول العربية.

قتل في 25 آذار عام 1975 على يد ابن اخيه غير الشقيق، فيصل بن مساعد بن عبد العزيز آل سعود الذي كان قد عاد لتوه من الولايات المتحدة.

وهناك أسماء وشخصيات كثيرة تم اغتيالها بفعل مباشر أو غير مباشر من قبل الولايات المتحدة في بعض الدول في القارة الآسيوية والإفريقية وأمريكا اللاتينية.

 

اضافة تعليق