يوم الشهداء هو يوم الوطن بكيانه كله ، يوم الأكرم بين الكرماء والأنبل بين النبلاء . ومهما علا الكرم والنبل فإن الشعب العربي السوري كان دائماً يؤكد أنه على مستوى هذه الرفعة في العطاء والتضحية .
لقد أثبت السوريون دائماً أنهم الشعب الذي يعشق الحياة لذلك فهو يرى في الشهادة سبيلاً للدفاع عن الحياة الحقيقية ، حياة الكرامة والعزة ، لا حياة الذل والمهانة . فهذا الشعب الأبي يؤمن بأن العزة جوهر الحياة وأهم ما يميز الإنسان عن غيره من الكائنات ..
واليوم إذ نستذكر السوريين الأبطال الذين أعدمهم الاحتلال العثماني في 6/أيار/1916 إنما نؤكد على التمسك بالتضحية والشهادة باستمرار. فالمعركة من أجل الحياة والعزة مستمرة ، وعدو الحياة والعزة هو نفسه بالأمس واليوم ، حتى تسود العالم القوانين القائمة على القيم الإنسانية والمبادىء الناظمة لعالم أفضل من هذا العالم..
اليوم نقول لشهداء 6 أيار فلتطمئن أرواحكم ، لأن شعبكم الأبي ملتزم بتقاليده الراسخة ، التقاليد الحضارية والكفاحية التي تحمي الاستقلال والكرامة . إن أحفادكم أيها الأبطال يواجهون حلفاً معتدياً حشد كل ما أمكنه من حروب عسكرية وإرهابية واقتصادية وإعلامية على شعب يفضل الشهادة عن الإذعان لقوى الهيمنة والصهيونية والطغيان بجميع أشكاله .
هذه هي ثقافة العروبة ، المقاومة حتى النصر. ومحور المقاومة يزداد صلابة وتحدياً لأعداء العروبة والإنسانية ، متحالفاً مع محور الاستقلال في أنحاء العالم كافة من أجل تحقيق الهدف الذي ينتقل بالعالم إلى أوضاع تليق بالبشرية وقيمها.
إن حزب البعث العربي الاشتراكي الذي هو جزء من هذا الشعب العظيم وشارك أعضاؤه في التضحيات والشهادة يتقدم بهذه المناسبة بأسمى آيات التقدير لأرواح شهداء 6 أيار , ولشهداء معارك الاستقلال والعروبة والبناء كلها . وبمثل هذه المعاني نتقدم إلى أبطال جيشنا العربي السوري وأرواح شهدائه . ويؤكد الحزب أن أبناء الوطن على عهد التضحية والفداء مستمرون , لتبقى راية سورية والعروبة مرتفعة خلف قيادة أمينه العام القائد العروبي الكبير بشار الأسد .