قد يتساءل البعض هل الوقت اليوم مناسب للحديث عن ذكرى الثامن من آذار /1963/ ، ونحن نواجه حرباً ليست كالحروب في وحشيتها ، وكارثة ليست كالكوارث في قوتها التدميرية القاتلة . لعله تساؤل متسرع لأنه يتنافى مع حقيقة منطقية تقول : أنه لا يمكن فهم ما يحصل الآن دون معرفة سياقه التاريخي ..
أن أوضاعنا اليوم تؤكد أمرين ، الأول : حرب تدميرية إرهابية متعددة الجوانب ، والثاني : عملية تصدي بطولية متميزة لهذه الحرب .. والتساؤل الحقيقي هنا هو : لماذا الحرب بهذه الدرجة من الفظاعة ، والتصدي بهذه الدرجة من التميز والبطولة ؟ فالأمران مترابطان ، فلو لم تكن سورية متمكنة من صيانة استقلال قرارها لما اضطر المعتدون إلى حشد طاقات عدوانية متعددة في محاولتهم لإخضاع الشعب العربي السوري ..
بدأت عملية المواجهة منذ فجر الثامن من آذار /1963/ يوم استطاع فرسان البعث العربي الاشتراكي فتح صفحة جديدة في تاريخ سورية ، هي استكمال لصفحات المقاومة ضد الاستعمار الفرنسي وتحقيق الجلاء الذي ستأتي ذكراه الشهر القادم /17 نيسان/ ..
ولقد شهدت عملية ولادة سورية الجديدة عام /1963/ تطورات نوعية في مواجهة العدو نفسه الذي نتصدى له اليوم . التطورات كانت على مستوى الحياة الداخلية لسورية وعلى مستوى المواجهة ضد الصهيونية والهيمنة والإرهاب وجميع أشكال التدخل والاستعمار الجديد .
القفزة النوعية الأولى في هذا المسار التصاعدي كانت الحركة التصحيحية عام /1970/ بقيادة القائد المؤسس حافظ الأسد رحمه الله ، والقفزة النوعية الثانية دشنت مسار التطوير والتحديث العصري بقيادة الرفيق الأمين العام للحزب سيادة الرئيس بشار الأسد عام /2000/ .
أنه مسار آذار نفسه مع تطوراته النوعية ، حيث ينتقل الوليد في رحلة النمو والوعي وصولاً للمرحلة الحالية . لذلك لا عجب أن تحشد القوى العدوانية والإرهابية كل هذه الحشود في مواجهة سورية الناهضة والقادرة على التصدي ..
وبهذه المناسبة يتقدم حزب البعث بأسمى معاني الوفاء والولاء لقائد شعبنا الرفيق الأمين العام سيادة الرئيس بشار الأسد ، ولأبطال جيشنا العربي السوري . كما يتقدم بأحرِّ آيات التقدير والإجلال لأرواح الشهداء في التصدي التاريخي للعدوان ، ولأرواح ضحايا الزلزال ، وتمنيات الشفاء للمصابين والمنكوبين .
دمشق في 8 آذار 2023 القيـــــادة المركزيــــــــــــة