حسب صحيفة “وول ستريت جورنال” وضع المستشار الألماني أولاف شولتز الأعمال في المرتبة الأولى في زيارته لبكين يوم الجمعة، وهذا هو الشيء الصحيح الذي ينبغي على كلّ زعيم أوروبي عمله لتحسين العلاقات التجارية مع الشركاء في جميع أنحاء العالم، وذلك لخلق المزيد من الفرص لشركات بلدانهم وتحسين سبل عيش شعوبهم.
لقد انخفض معدل النمو الاقتصادي في ألمانيا بنسبة 2.7 في المائة في عام 2021، كما خفّض صندوق النقد الدولي معدل النمو المقدّر لهذا العام إلى 1.5 في المائة. وفي وقت حرج يواجه فيه العالم حالة من عدم اليقين بسبب جائحة كوفيد-19، والصراع بين روسيا وأوكرانيا، لا يمكن المبالغة في تقدير أهمية الطلبات والأسواق الخارجية، ولذلك يتوجّب على القائد المسؤول ألا يضحي بمصالح شعبه لمجرد أن “الحليف” لا يريده أن يتعامل مع دول معينة.
كما نقل تقرير “وول ستريت جورنال” أن إدارة جو بايدن لا تزال تعزف على وتر أن أجندة الصين هي التقسيم من خلال التجارة، ولكن بالنظر إلى تصرفات الإدارة الأمريكية، التي تهدف إلى استبعاد الصين من سلاسل التوريد العالمية، فإن هذا مجرد لصّ يصرخ!.
إن موقف الصين هو التعاون مع جميع البلدان من أجل المنفعة المتبادلة، وقد تمّ توضيح موقفها بشأن التعاون التجاري مع ألمانيا في تصريحات المتحدث باسم وزارة الخارجية يوم 3 تشرين الأول الماضي بالقول: “إن الصين وألمانيا صديقان وليسا خصمين، وكلاهما يستفيد من تنمية الآخر والتعاون الثنائي الصادق، ولدى البلدين توافق في الآراء أكثر من الاختلافات، وهما معاً يجعلان العالم أفضل”.
وحسب تقرير “وول ستريت جورنال”، فإن الولايات المتحدة هي التي تنأى بنفسها عن حلفائها وليس الصين، وهذا ما يعكس عقلية الحرب الباردة التي لا تزال تتفاقم في واشنطن، فمنذ اندلاع الصراع الروسي الأوكراني في شباط الماضي كانت الولايات المتحدة تضخّم نظرية التهديد الصيني مرة أخرى، كما لو أن العالم قد عاد إلى أيام المواجهة بين المعسكرين، وتدعو إلى الانفصال عن الصين، وتدعو إلى تقليل الاعتماد على الصين، بالإضافة إلى أنها تحاول منع الدول الأوروبية من الاتصال بالصين.
لقد كانت الولايات المتحدة من وراء هذه الأيديولوجية تحقّق ربحاً قدره 100 مليون دولار من كل سفينة من الغاز الطبيعي المسال تنقلها إلى أوروبا. في المقابل لم تطلب الصين من أي دولة أن تنحاز إلى أي طرف، لكن الولايات المتحدة هي التي تقول دائماً “إما الصين أو نحن”!.