نشرت "إكسبرت رو"، مقالا عن احتمالات انهيار الاقتصاد الأوروبي، واستفادة الجميع من ذلك عدا الصين.
وجاء في المقال: ليس من المنطقي دفن الاقتصاد الأوروبي قبل أوانه، لكن الوطأة شديدة إلى درجة أنه سيتعين على أوروبا مراجعة نموذج البزنس لديها بالكامل، بشكل جذري، والمضي في مسار إفقار ملحوظ للسكان والدول الأوروبية.
السبب الرئيس الذي يدعو إلى مثل هذه التقويمات هو ارتفاع أسعار الطاقة طبعا. ففي حين كانت أسعار الكهرباء في الولايات المتحدة الأمريكية وفي أربع دول أوروبية (إيطاليا وإنجلترا وألمانيا وفرنسا) قبل عام واحد فقط، متماثلة تقريبا، فالآن تزيد الأسعار الأوروبية بأربعة أضعاف عن الأسعار في روسيا والولايات المتحدة الأمريكية!
من الصعب حساب مرونة مواضيع كبيرة مثل الاقتصاد الكلي (الناتج المحلي الإجمالي أو الإنتاج الصناعي) من حيث تكلفة الكهرباء أو حجم استهلاكها. ولكن، بالنظر إلى تجربة الصدمة في روسيا في تسعينيات القرن الماضي، يمكننا افتراض أن الاقتصاد الأوروبي سيخسر ما لا يقل عن خمسة عشر بالمائة خلال السنوات الثلاث إلى الخمس القادمة.
من المستفيد من انهيار أوروبا الاقتصادي؟ الجميع. يمكن للولايات المتحدة أن تشغل مكان أوروبا في أسواق المعدات عالية التقنية أو شراء الشركات والتقنيات؛ وسوف تُفتح أمام اليابان نافذة للصناعات التحويلية؛ وسوف يحصل العالم النامي على مزيد من المواد الخام، وفي المقام الأول موارد الطاقة، بالإضافة إلى التقنيات الأوروبية بثمن أرخص (فسوف يلجأ رجال الأعمال الأوروبيون إلى مكان ما). من المرجح أن تخسر الصين، حيث كانت أوروبا سوقا مهمة لها. ولكن هذا جيد للجميع. فمن يحتاج إلى هذه الصين التي تنمو باستمرار؟
وماذا عنا نحن؟ فيا للعجب، بالنظر إلى حال رفيقنا الأقدم في الحضارة، وإدراكا منا أن أحدا في العالم، باستثنائنا والولايات المتحدة، لا يملك مثل هذه المجموعة المثالية من الموارد للتنمية الطبيعية، وبمعنى واسع للكلمة، البشرية، فيجب علينا الاستثمار ثم الاستثمار فالاستثمار في اقتصادنا.