قالت صحيفة النهار الربي أن مجموعة الاتصال العربية ستلتقي اليوم وزير الخارجية الروسي في موسكو، ونظيره الأوكراني في وارسو، "لإجراء مشاورات في شأن الأزمة الأوكرانية، وإمكان المساهمة في إيجاد حلّ دبلوماسي لها".
وأوضحت الجريدة أن هذه الخطوة وعنوانها يهدفان إلى تأكيد الموقف العربي الوسطي، مضيفة أن وزراء خارجية المجموعة العربية (مصر والأردن والجزائر والسودان والعراق والإمارات والأمين العام للجامعة) لم يعلنوا مبادرة محدّدة يعتزمون طرحها، وليس مؤكداً أن الأفكار التي يحملونها ستُحدث اختراقاً في الأزمة أو في مواقف طرفيها.
وأشارت الصحيفة أنه على رغم الجهود التي بُذلت لإبداء "الحياد العربي"، فإنه قُرِئ عموماً بأنه أقرب إلى روسيا وهذا يكفيها، من دون أن يكون معادياً لأوكرانيا وهذا لا يكفيها، وأنه ينأى بنفسه عن عقوبات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وأطروحاتهما، وإن كان يناهضها في بعض الجوانب.
ورأت الصحييفة أن تحرّك الوزراء العرب أمراً جيداً، حتى لو كان بروتوكولياً، لأنه يذكّر بمبادرات ووفود سابقة لم تحقّق النتائج المرجوّة، لكنها كانت تعكس محاولة العرب الحفاظ على مظاهر التضامن في شأن قضاياهم، ولا سيما "القضية المركزية"، أي الفلسطينية، التي يبدو أنها لم تعد توحّدهم، أو بالأحرى بات يستحيل توحيد كلمتهم حولها، ولا حول أيٍّ من خمس أزمات وقضايا أخرى عصفت بالعالم العربي ولا تزال اليوم متفاعلة.
وأضافت الصحيفة أن مهمة المجموعة العربية هي رصد الجوانب التي يمكن أن تخدم المصلحة العربية، على افتراض أن هناك تعريفاً وتطبيقاً موحّدين لهذه المصلحة. من الطبيعي أن يكون تواصل مع طرفَي الأزمة الدولية الراهنة لإبداء حسن النيّة واستباق التداعيات السلبية للحرب، أو تخفيف وطأتها على الاقتصادات والأوضاع الاجتماعية في البلدان العربية. لكن هذا التحرّك العربي يستدعي ملاحظتَين: الأولى، أنه مدعو لأن يشمل أيضاً التواصل مع الدول الغربية لئلّا يشيَ بتعجّل عربي إلى النظام الدولي "الجديد" للتخلص من خيبات الأمل التي حصدها من النظام الدولي "السابق"/ الحالي. والثانية، أن توق المجموعة العربية للتوسّط في أزمة دولية كهذه يمكن، بل يجب أن تحفزها على مبادرات موحّدة للتوسّط إن لم يكن لحلّ الأزمات التي سمّمت الأجواء العربية طوال العقدين الماضيين.