حزب البعث العربي الاشتراكي

logo

header-ad

في آذارها الـ «56».. ثـورة حمت وطناً ورسخت دولة المواطن ثابتة على المبدأ.. قادرة على التحدي.. قوية على الصعاب... مستحيلة الأخذ على الأعداء

أحدثت ثورة الثامن من آذار نقلة مهمة في تاريخ سورية السياسي والاقتصادي منذ قيامها عام 1963 ووضعها الأسس والركائز الأولى لبناء سورية الحديثة لتحيي اليوم سورية ذكراها الـ 56 بانتصارات الجيش العربي السوري على الإرهاب وداعميه وبصمود تاريخي للشعب السوري الذي شغل حديث العالم أجمع بإرادته وإصراره على الحياة والإنتاج رغم تعرضه لأكبر وأشرس حرب إرهابية, وأكد شعبنا من خلال ثورة الثامن من آذار صموده وقدرته على الدفاع عن وطنه واليوم يثبت أمام دول العالم وشعوبها أنه صاحب الحق ومتمسك بأرضه مهما حاول أعداء الأمة تدمير ونهب خيرات بلاده من خلال فكر تكفيري وأدوات إرهابية قادمة من مختلف الدول تمارس أبشع جرائم القتل والتدمير بحق الإنسانية… ويستذكر أبناء سورية اليوم ثورة الثامن من آذار التي شكلت بداية مسار التطوير وتكوين القاعدة المتينة لوحدة الجماهير في وجه المخططات الاستعمارية والصهيونية بأنها جسدت أهدافها على أرض الواقع بعد الحركة التصحيحية التي قادها القائد المؤسس حافظ الأسد في السادس عشر من تشرين الثاني عام 1970 والتي صححت مسار الثورة لتكون بيد الشعب ووفق متطلباته وطموحاته على جميع الصعد السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية, وأدى اعتماد سورية على مقدراتها الذاتية واستقلال قرارها السياسي إلى صمودها أمام كل أشكال الضغط الخارجي وعدم خضوعها لممارسات الدول الاستعمارية للسيطرة والهيمنة على مقدرات الشعوب وهو ما ظهر بقدرة بلدنا, شعباً وجيشاً, على مواجهة الإرهاب الذي تتعرض له منذ 8 سنوات عجاف من خلال انتصارات الجيش العربي السوري, الذي ساهمت ثورة آذار بعدها الحركة التصحيحية ببناء قاعدته العقائدية الصلبة وبالتدريب والتسليح ورفع الروح المعنوية والقدرة القتالية العالية لقواتنا المسلحة وغرس قيم الإيمان بالوطن والنضال والتضحية والتمسك بعدالة قضيتنا في صراعنا مع العدو الإسرائيلي وأدواته الوهابية في المنطقة.

فسورية اليوم, وعلى الرغم من كل ما يجري على أرضها من مؤامرات, تبدو أكثر قوة وتمسكاً بمبادئ الثورة وأشد صموداً وصلابة في وجه المؤامرة وإصراراً على مواجهة المخطط الأمريكي الصهيوني والوهابي الرامي إلى تمزيق الأمة ونهب ثرواتها والسيطرة على مقدراتها, سورية اليوم تبني وتدافع في آن واحد, صحيح أنه عندنا صعوبات اقتصادية وهذا أمر طبيعي بعد حرب كونية منذ 8 سنوات لكن استعدادنا وتصميمنا على تحملها ومواجهتها سيبعث اليأس في قلوب الأعداء والثقة والتفاؤل في صدور الأبناء والضغوط التي نتعرض لها لن تصبح في حال من الأحوال قادرة على أن تحدث صعوبات ذات بعد استراتيجي, وكل ما تستطيع أن تحدثه هو مثل هذه الصعوبات المؤقتة التي نعمل اليوم على معالجتها وإيجاد الحلول الناجعة والطويلة الأمد لها.

نعم.. لقد تعرضنا سابقاً للصعاب فطوعناها وسيطرنا عليها وحافظنا على استمرار حركة حرية شعبنا وتطوره, وليس غريباً أن تعترضنا الصعاب وليس غريباً ولا جديداً أن نجابه الصعاب بقوة وتصميم وأن نقتحمها ونذللها بعملنا وجهدنا ووعينا وتضحياتنا وكما خرج آباؤنا وأجدادنا في الماضي وخرجنا نحن من المعارك السابقة منتصرين على صعاب وتحديات سابقة, سنخرج من الصعاب الحالية منتصرين, مرفوعي الرؤوس، موفوري الكرامة، مواصلين السير على طريق تحقيق أهدافنا الوطنية, والحفاظ على كرامة وطننا وعزته وإبائه وحريته يستدعي من كل أبناء شعبنا تقديم التضحيات، وشعبنا الذي يضحي بالدم اليوم من أجل الوطن قادر ومستعد للتضحية بكثير من الحاجات الثانوية والأساسية.. فالصعوبات الآنية زائلة حتماً بعملنا وجهدنا وتضحياتنا وتمسكنا بحقوقنا ولن تصرفنا الضغوط الحالية والتهديدات العدوانية عن التطلع إلى المستقبل. معتمدين على نبل ووفاء وشجاعة شعبنا العظيم واستعداد قواتنا المسلحة للتضحية والبذل من أجل بلوغ أهداف وطننا ودحر الإرهاب من ترابه المقدس.

إن ثورتنا مستمرة, قوية, أمينة لأهدافها الاستراتيجية, ثابتة على المبدأ، قادرة على قبول التحدي, قوية على الصعاب, مستحيلة الأخذ على الأعداء عزيزة بشعبنا.

نعم.. لقد كانت ثورتنا تصدياً للأعداء في كل مكان ولا تزال, ونحن مصممون على قبول التحديات الموجهة إلينا وعلى قهرها وإنزال الهزيمة بها وإبقاء رايات شعبنا عالية خفّاقة تحمل أماني شعبنا وتطلعاته.

هذا ما أكده القائد المؤسس حافظ الأسد بقوله: « نحن الذين لم نتعود أن نحني هاماتنا لأحد أو نرضخ لتهديد, أو أن نجزع أمام تخويف, أو أن نركع أمام معتدٍ, أو أن نقبل إملاء خارجياً, نقول إننا نقبل التحدي الموجّه إلينا, وقرارنا هو الانتصار على الأعداء وإحباط المؤامرات و التقدم بخطا ثابتة على طريق شعبنا, طريق النصر, إننا لا نستهين بأعدائنا, ولا نستخف بالتحديات الموجهة إلينا.. ولا نستسهل الصعاب المحيطة بنا.. ولكننا نعرف مصدر قوتنا وموارد طاقتنا وينابيع العطاء التي لا تنضب في شعبنا, ولذلك نقول إننا نثق في المستقبل وننظر إليه بتفاؤل فالمستقبل في عالم اليوم هو للشعوب وليس للاستعمار».

اليوم الشعب العربي السوري الذي وقف في الثامن من آذار في وجه التخاذل والتآمر وأطلق ثورة الإنجازات يقف مدافعاً عن منجزات ثورته محافظاً على بنيان دولته, وفي عيد ثورة آذار المباركة نرفع أسمى آيات التهنئة لقائد الوطن الرئيس بشار الأسد قائد مسيرة التطوير والإصلاح وننحني أمام تضحيات حماة الديار درع الوطن وحصنه الحصين ونعاهدهم على أن نبقى خلفهم لتطهير البلاد من بؤر الإرهاب واستعادة الاستقرار وإعادة البناء والإعمار لتعود سورية كما كانت على الدوام موطن الأمن والأمان وأيقونة العيش المشترك والتسامح بين الأديان.

المصدر: صحيفة تشرين

اضافة تعليق