انطلقت الدورة الستون لمعرض دمشق الدولي، بمشاركة 48 دولة، وبحضور رئيس جمهورية أبخازيا راؤول خادجيمبا، الذي صادفت زيارته لسوريا انطلاق فعاليات المعرض. وبحضور رئيس الحكومة عماد خميس ممثّلاً الرئيس السوري بشار الأسد، أعلن افتتاح الحدث الاقتصادي الأهم في سوريا، الذي انطلق عام 1954. وإذ توقف المعرض الدولي خلال سنوات الحرب الخمس الأولى، فقد استؤنف بقرار جريء العام الفائت، قبيل سيطرة الجيش على مناطق غوطة دمشق الشرقية. وشكّل المعرض هذا العام، إعلاناً جديداً لخروج البلاد من عزلتها السياسية والاقتصادية، بمشاركة 1700 شركة اقتصادية، من بينها 300 شركة محلية شكّل مجموعها جناح «الجمهورية العربية السورية»، بما يرسم ملامح نهوض اقتصادي ذاتي مأمول. الجناح السوري الممتد على مساحة 7 آلاف متر مربع، قدّم فرصة التعريف بإنجاز جديد من خلال عرض أول طائرة تدريب سورية «سحاب 73»، صنعت بجهود مهندسين سوريين عملوا على مشروعهم منذ عام 2008، برعاية حكومية. وتضمن الجناح أيضاً عرض سيارات سورية جديدة للشرطة بتوقيع شركة «شام» المحلية.
حظي الجناحان الروسي والإيراني بالمساحة الأكبر
وبلغ عدد الدول المشاركة رسمياً عبر سفاراتها 23 دولة، بينما تشارك 25 دولة عبر وكلاء وشركات خاصة، من بينها لبنان والإمارات ومصر. المشاركة الروسية بدت الأكثر فعالية بين مشاركات الدول الأُخرى، إذ ضمّ الجناح الروسي عروضاً لـ 90 شركة روسية على مساحة 453 متراً مربعاً، وهي ذات المساحة المخصصة للجناح الإيراني، بدقّة. المشاركة الاقتصادية الأردنية تمثلت من خلال وفد اقتصادي مكوّن من أكثر من 80 شخصاً، بينهم رجال أعمال وشخصيات صناعية، بناءً على دعوة اتحاد غرف التجارة السورية. ويشارك فنانون سوريون ولبنانيون في إحياء ليالي المعرض من خلال حفلات فنية مجانية للحضور.
وجاء افتتاح المعرض هذا العام مع بعض الخيبات، إذ فشل المنظمون في تدارك أخطاء افتتاح العام الماضي، ما أحبط آمال بعض من عوّل على التظاهرة الاقتصادية. فعلى الرغم من الحاجة إلى فريق إعلامي كبير يعمل على تسويق فعاليات المعرض ونشر فرص الاستثمار المتاحة، قوبل الإعلاميون المعنيون بتغطية افتتاح المعرض باستقبال «غير متوقع»، إذ أفضى الفشل في التنسيق إلى مطالبتهم، على مدخل مدينة المعارض، بموافقات أمنية تكفل لهم الدخول للقيام بمهماتهم. وتطلّب الأمر تدخلاً هاتفياً من وزير الإعلام الحاضر بين أعضاء الحكومة المشاركين في الافتتاح، لحلّ الخلاف بين عناصر الحراسة والإعلاميين قبل دقائق قليلة من انطلاق حفل الافتتاح. أعداد هائلة من الإعلاميين دخلوا متدافعين مجدداً عبر البوابة الرئيسية، بمن فيهم ناشطون اهتموا بتغطية فردية للحدث الاقتصادي المهم. ومع تواصل الأخطاء التنظيمية، تبيّن أن إدارة المعرض تعاقدت مع شركة لتنظيم بوابات الدخول، بينما بقيت الأبواب الخارجية تحت إشراف القوى الأمنية، التي ضاعف استنفارَها الأمني حضورُ الرئيس الأبخازي.
مرح ماشي - الأخبار