يشير الدكتور مايكل ريدر الأستاذ في علم وظائف الأعضاء وعلم الأدوية والطب وطب الأطفال بجامعة غرب أونتاريو في لندن أن امتلاك الإنسان وعي ومعرفة كافية فيما يخص كل التأثيرات للأدوية التي يتناولها أمر أساسي لمحافظة الإنسان على حياته .
وهناك مجموعة من الأدوية والعقاقير المفيدة التي تمتلك تأثرات إيجابية على شفاء الإنسان وإزالة الأوجاع التي يشعر بها ولكنها قد تتحول إلى مركبات ضارة عندما تتم ممارسة التمارين الرياضية أو أي مجهود بدني عنيف بعد تناولها ومن أهمها :
1- حاصرات بيتا : وهي عبارة عن مجموعة من الأدوية يتم استخدامها لعلاج حالات مثل ارتفاع ضغط الدم (ارتفاع ضغط الدم) والجلوكوما والصداع النصفي وارتفاع ضغط العين بجانب حالات الذبحة الصدرية الأنواع المختلفة لأمراض القلب .
وبحسب فيليب إمبرلي مدير الابتكار في جمعية الصيادلة الكندية بأن خطورة تناول حاصرات بيتا قبل ممارسة التمارين الرياضة تكمن في خفض معدل ضربات القلب وهو الأمر الذي يتعارض بشكل مباشر مع تأثيرات ممارسة التمارين الرياضية التي تعمل على رفع معدلات ضربات القلب .
وبالنسبة لمستخدمي أدوية حاصرات بيتا فإن استشارة الطبيب أو الصيدلي حول الكيفية التي يمكن فيها أخذ تلك الأدوية وممارسة التمارين الرياضة كما يجب أيضاً على مستخدمي تلك الأدوية سؤال الأطباء إن كان هناك بدائل لحاصرات البيتا إن أمكن .
وغالبا ما يقوم الطبيب أو الصيدلي بتخفيض الجرعة المتناولة من حاصرات البيتا بالنسبة للرياضيين لمعرفة مدى قدرة جسدك على احتمال الكمية المناسبة من تلك الأدوية بعد ممارسة الرياضة .
2- مسكنات الألم : هناك نوعان من الأدوية المضادة للألم النوع الأول يتكون من مادة الأسيتامينوفين وهي مادة بديلة عن الأسبرين لتخفيف الألم والنوع الثاني هي العقاقير التي تم صنعها من مادة الإيبوبروفين مثل أدفيل ، موترين وغيرها من أنواع العقاقير الأخرى والتي تقلل التورم والالتهاب.
الإفراط في تناول مسكنات الألم يعد من الأمور التي تثير قلق الأطباء وعادةً ما يُنصح بتجنب تناول تلك المسكنات قبل ممارسة التمارين الرياضية خصوصاً الأنواع غير الستيرويدية منها مثل الموترين ، والاايبوبروفين و أدفيل بالإضافة إلى أليف فهي تؤدي إلى احتباس السوائل وهو الأمر الذي يؤدي إلى مشاكل لمرضى الكلى ويزيد من خطورة إصابة القلب والأوعية الدموية بالضرر .
ولعل ما يجب القيام به إذا كنت تعاني من ألم في الكاحل بسبب التوائه على سبيل المثال هو ترك جسدك يأخذ فترة كافية من الراحة والابتعاد عن تناول مسكنات الألم أما إذا نت مضطراً لتناول تلك المسكنات فمن الأفضل دائماً أن لا يتم تناول المسكنات لأكثر من 7 أيام بحد أقصى .
وإذا كان الرياضي يتناول مسكنات الألم غير السترويدية مثل الإيبوبروفين أو موترين فإنه استبدال الدواء بعد استشارة الطبيب بأنواع المسكنات التي تحتوي مادة الأسيتامينوفين هي أفضل الحلول المتاحة .
3- مضادات الاكتئاب : تتسبب معظم مضادات الاكتئاب النعاس الشديد بسبب إحداثها تغيرات التوازن الكيميائي في الدماغ للمساعدة في استقرار وتحسين الحالة المزاجية للمصابين وهو ما قد يتسبب بالشعور بالتعب والنعاس على لأقل في الأسابيع الأولى لاستخدام تلك العقاقير .
وعلى الرغم أن ممارسة التمارين الرياضية وبحسب الأبحاث الطبية من أفضل الوسائل التي تؤدي إلى تحسين الحالة المزاجية والتقليل من أعراض الاكتئاب لأنها تساهم في تحسين الصحة العقلية والبدنية إلا أن المريض يجب أن يخبر الطبيب المعالج بأنه يمارس التمارين الرياضية حتى صف له بدائل لا تسبب النعاس أو استرخاء العضلات ولذلك لوقاية المريض من الإصابة بالتمزقات والتقلصات العضلية بسبب عدم جاهزية العضلات لتحمل ضغط التمارين الرياضية .
4- مضادات الهيستامين : هي في الأساس أدوية تقاوم الحساسية التي تصيب العديد من البشر نتيجة ملامستهم لشعر الحيوانات الأليفة أو حبوب اللقاح وذلك عن طريق تقليل الهستامين ولعل من أبرز مشاكل تلك العقاقير هي النعاس التي تسببه خصوصاً الأدوية القديمة منها مثل Benadryl و Chlor-Tripolon .
لذلك وبعد استشارة الطبيب يجب أن يتم استبدال الأنواع التي تسبب النعاس من مضادات الهيستامين بتلك التي لا تؤدي إلى هذه المشكلة مثل Claritinو Alegra و Reactin وفي حال ما إذا كنت تفضل تناول الأدوية القديمة التي سبق ذكرها والتي تسبب النعاس فربما عليك الانتظار لمدة لا تقل عن الـ 4 ساعات وذلك لكي يزول التأثير الذي تتركه تلك الأدوية .
5- مزيلات الاحتقان : يحذر الدكتور جودرو من أن مزيلات الاحتقان التي تقاوم التهاب الأنف والانتفاخ بتقييد الأوعية الدموية من الممكن أن ترفع من معدل ضربات القلب وضغط الدم وهو الأمر الذي سوف يؤدي إلى مشاكل خصوصاً إذا كنت تمارس التمارين الرياضية التي تعمل بالأساس على رفع معدل ضربات القلب أيضاً .
وبالنسبة لصغار السن فإن تناول مزيلات الاحتقان من أجل تخفيف حدة نزلات البرد أمر تجب معه الراحة لمدة تصل إلى 6 ساعات قبل ممارسة التمارين الرياضية أما بالنسبة لمرضى القلب وارتفاع ضغط الدم فإن الابتعاد عن ممارسة الرياضة بعد تناول مزيلات الاحتقان أمر لا بد منه .
6- العقاقير المخفضة للكوليسترول : يصاحب العقاقير المخفضة للكوليسترول أعراض جانبية تتمثل في آلام في العضلات وهو الأمر الذي يجعل متناوليها في خطر الإصابة بالتشنجات العضلية والتقلصات المؤلمة بالإضافة إلى المعاناة من انخفاض الأداء الرياضي .
ويرى الطبيب ديكسون الأستاذ في كلية الصيدلة بجامعة فيرجينيا كومنولث بأن ظهور الأعراض الجانبية في العضلات الرئيسية لعضلات القدمين مثل الساقين والفخذين بجانب عضلات الظهر لعدة أسابيع أمر تجب معه استشارة الطبيب فوراً .
كما شد ديكسون على عدم التوقف عن تناول العقاقير المخفضة للكوليسترول فجأة دون استشارة الطبيب لأن هذا الأمر قد يؤدي إلى خطر الإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية .
7- العقاقير المرخية للعضلات : تعمل تلك العقاقير مثل Amrix و Zanaflex على منع الناقلات العصبية التي تنقل الإشارات من الدماغ إلى الجسم والتي تتحكم بالحركات اللاإرادية وهو الأمر الذي يساعد على تخفيف التشنجات العضلية المؤلمة التي تصيب الرياضيين .
ولكن تناول تلك العقاقير قبل ممارسة التمارين الرياضية له بعض المخاطر مثل جفاف الفم وعدم وضوح الرؤية وهو الأمر الذي يؤدي إلى انخفاض الأداء الرياضي قدرة التحمل وزيادة فرصة الإصابة بالتشنجات والإصابات العضلية المؤلمة .
ومن الأفضل دائماً بحسب الدكتور ديكسون تناول تلك العقاقير في ليلاً قبل النوم حتى تستطيع ممارسة التمارين الرياضية في الصباح ولكن إذا كنت تعاني من تشنجات شديدة فإن الأفضل هو الامتناع عن ممارسة التمارين الرياضية .
8- الحبوب المنومة : تعمل تلك الحبوب عن طريق محاكاة الناقلات العصبية التي تحفز النعاس من أجل إتاحة فرصة النوم بشكل سلس ولكن بالتأكيد لا تجب ممارسة التمارين الرياضية بعد الحبوب المنومة بسبب تأثيرا على الجزء المسؤول عن الاتزان داخل الدماغ وهو الأمر الذي سيجعلك تشعر بالدوار والسقوط وبالتالي تعريض نفسك للأذى .
وهناك نوعان من الحبوب المنومة وهي تلك التي تمنحك عدد ساعات طويلة من النوم مثل Lunesta و Ambien و Intermezzo أو التي تتميز بمفعولها القصير مثل Sonata .