حزب البعث العربي الاشتراكي

logo

header-ad

(حكمـاء) ومنافقون !

شيء غريب ما يحدث في العالم اليوم, حيث أصبح اللصوص (أسياداً) والمنافقون (حكماء) والذين تاريخهم يقطر دماءً واستغلالاً واستعماراً دعاة حرية وعدالة ومساواة.
الغريب أكثر أن هؤلاء كلمتهم مسموعة ومعمول بها وأصحاب حل وربط لدرجة أنهم صدقوا أنفسهم أنهم حماة المظلومين والمسلوبة إرادتهم, ومنقذو المعتدى عليهم حسبما يدّعون!.

هكذا يتبادر إلى ذهن المراقب والمتابع لإنذارات المستعمرين القدامى – الجدد من دول أوروبا لنظام الحكم الشرعي في فنزويلا.
من أين جاؤوا بهذا الذي اسمه خوان غوايدو لينصب نفسه (رئيساً مؤقتاً) بدلاً من الرئيس الشرعي نيكولاس مادورو الذي فاز بالانتخابات الرسمية؟ ومن أعطاهم الحق للتدخل في الشؤون الداخلية لفنزويلا, وأن يكونوا (حكماء) وهم ثلة من المنافقين؟
هل سألوا أنفسهم أنهم لا يحق لهم التحدث عن الحرية والنزاهة وهم يستجيبون لدعوات سيدهم الأمريكي الذي طالبهم بالاعتراف بهذا العميل الأروستقراطي الذي اسمه غوايدو رئيساً لفنزويلا.

كيف يمكن أن نصدق هؤلاء المنافقين أنهم يؤيدون حقوق الشعوب المظلومة من قبل حكامها وهم يفرشون السجاد الأحمر تحت أقدام ملوك وأمراء طغاة لم يسمعوا يوماً بالانتخابات الشعبية ولم يمارسوا يوماً الديمقراطية وما زالوا يستخدمون السيف للقصاص والمنشار لتقطيع أوصال معارضيهم في الرأي ويغضون الطرف ويصمتون, بل يعمون ويخرسون عن قتل شعب أعزل في اليمن بحجة (إعادة الشرعية) إلى شخص عميل لم يجد بين أبناء شعبه من يدافع عنه ولا في أرضه مأمن يجلس فيه, فأقام في بلد غير بلده واستقدم مرتزقة وغرباء وممثلين ليفرضوه بالقوة العاتية والأسلحة المحرمة دولياً ليحكم شعباً أبادته «ديمقراطيتهم» وقضت على أطفاله كوليرا «حريتهم» ومجاعة «عدالتهم»!.

الأجدر بالأوروبيين الذين يتسابقون عبر الأطلسي للاعتراف برئيس غير شرعي ونكران آخر شرعي وفائز في الانتخابات أن يسمعوا صراخ الشعب اليمني من الجوع والمرض والأوبئة وصراخ بعض أبناء الخليج من ظلم واستبداد وطغيان حكامهم المتسلطين على رقابهم بحد السيوف فيستجيبون لمطالبهم بالحرية والديمقراطية, ما لم تكن رائحة النفط ورشاوى الدولار تصم الآذان وتخرس الألسن عن كل القيم والمبادئ والأخلاق.

إننا لا نفهم من خلال مقارنة الأقرب بالبعيد واختلاف المبادئ بين هنا وهناك إلا أمراً واحداً هو أن نفط فنزويلا لا تصل رائحته إلى أنوف الأوروبيين وإن حفيف أوراق الدولار لا تلتقطه آذانهم في ظل حكم الرئيس الشرعي نيكولاس مادورو فآثروا الاعتراف بعميلهم غوايدو عله وعدهم بشيء من هذا القبيل.

 

هيثم صالح - صحيفة تشرين

اضافة تعليق