حزب البعث العربي الاشتراكي

logo

header-ad

ملامح من الحل النهائي لشرقي الفرات

ما بين إدلب وأرياف حلب والجزيرة السورية، ستصاغ معادلة نهاية الحرب بشكلها العسكري ليصار لتطبيق مخرجات الحل السياسي.

تركيا هي الدولة الأكثر تدخلاً في الحرب على سورية، سواء بدعم الإرهابيين وتأمين تدفقهم عبر حدودها، أو باشتراكها المباشر في الحرب بجيشها ومعه جيش الإخوان المسلمين، كما جرى سابقاً ويجري حالياً. لكنها ما كانت لتتجرأ لولا موافقة واشنطن.

تعقيدات شرقي الفرات

الحل في إدلب مرتبط بشكل رئيسي بتركيا كونها الراعي الأول للإرهابيين هناك. لكن الحل شرق الفرات مرتبطٌ بعدة دول بآن واحد، ما يريدهُ أردوغان وعلى لسانه: (إنشاء منطقة آمنة ممتدة على طول 444 كم، من نهر الفرات وحتى الحدود العراقية، وبعمق 20 ميلاً أي 32 كلم“). الحساب بسيط: 14208 كم مربع، هذا شرقي الفرات فقط! ينقلُ إليها اللاجئين نصف الأتراك. للمعلومات؛ مساحة شمال قبرص التي تحتلها تركيا هي 3335 كم مربع، أي ما يريده أردوغان هو أربعة أضعاف و فقط شرقي الفرات.

الرقة وغرب الفرات

انسحبت قوات الاحتلال الأميركي من الرقة وعين العرب ومنبج، كون هذه المناطق ذات أغلبية من السوريين العرب، رغم أنّ ميليشيات قسد كانت تحتلها برعاية أميركية. واشنطن لا تُراهن على حصانٍ خاسر، لهذا تتجنّبُ بانسحابها مواجهة مباشرة مع الجيش السوري أو الجيش التركي وأتباعهُ. سلّمت المنطقة للروس باتفاق واضح بتوافق بين قسد والجيش العربي السوري يتضمن الدخول لهذه المناطق مع قوات عسكرية روسية.

الجيش السوري دخل لمواجهة العدوان التركي كما صرحت دمشق، بمعنى ليس بهدف السيطرة وإعادتها لكنف الدولة السورية فقط. وهو الآن في نقاط تماس مباشر مع المحتلين الجدد. المسيطر على المدن والدوائر ومفاصل الإدارة مازالت قسد. وقد أوضحت بثينة شعبان ذلك قائلة أنّ هذا التوافق هو البداية وهو الطريق نحو بقية الملفات العالقة مع الأكراد.

 

المناطق التي دخلها الجيش السوري هي: منبج. عين العرب. عين عيسى. مدينة الرقة. مطار الطبقة. وهذه مدن كبيرة ذات أغلبية من السوريين العرب مع أقلية من السوريين الأكراد. الهدف الأساسي هو حمايتها من هجوم لتركيا ومرتزقتها، وملأ الفراغ الذي أحدثه انسحاب واشنطن، ومنع عودة داعش أيضاً. لهذا سارعت قسد بوساطة الروس لعقد اتفاق مع دمشق.

بالنسبة لسورية؛ هو إجراء مرحلي (مؤقت) ذو أهمية للأسباب التالية:

عودة الجيش السوري صاحب الأرض لمناطق تمّ احتلالها بطريقة أو بأخرى. تثبيت اختراق عسكري ميداني سريع دون خسائر أو مواجهة مع واشنطن وتركيا، نتيجة توافق سياسي مع الروس دون إطلاق رصاصة واحدة. حماية هذه المناطق من مشاريع انفصالية للأكراد، ومشاريع احتلال من تركيا. أخيراً؛ ضمان عودة الانفصاليين إلى دمشق دون الاضطرار لمواجهتهم، وهذا يعزز دور سورية الإقليمي الخاص بالملف الكردي.

بمراقبة خط انتشار الجيش السوري، نلاحظ التالي: منبج، عين العرب، عين عيسى… هي على تماس مباشر مع العدو التركي، وضمن المنطقة الآمنة المفترضة التي تسعى لها أنقرة، ردعها عن احتلالها يعني عدم تحقيق هدفها، لذلك (المنطقة الآمنة فشلت) على الأقل مؤقتاً

. بالمسافات؛ تبعد تلك المناطق عن الحدود التركية؛ عين العرب ملاصقة للحدود وتقع شرق نهر الفرات بـ31 كم، عين عيسى 33 كم، منبج 27 كم. الرقة والطبقة تبعدان أكثر من 85 كم، وتواجد الجيش السوري والروس هو لحمايتهما من هجمات داعش والطيران التركي.

الحسكة وشرق الفرات

قام الجيش التركي وجيش الإخوان المسلمين بشن عملية برية عسكرية على رأس العين، الملاصقة للحدود الحالية مع تركيا، وهي ضمن المنطقة الآمنة المزعومة. المعارك تجري منذ 11 يوماً ما زال الدخول شرقاً صعب ولكن المنطقة بشكل عام باتت تحت الاحتلال التركي.

 

انتشر الجيش السوري في تل تمر وتل بيدر، الواقعتين جنوب رأس العين بحوالي 34 كم، وثبّتَ مواقعه ضمن خط تماس مباشر مع المحتل الجديد. سيطرت تركيا على جزء من الطريق الدولي الممتد من المالكية واليعربية إلى منبج، وقطعت هذا الطريق الحيوي لقسد، والتي كانت تنقل فيه الدعم الامريكي من الحسكة إلى الرقة ومنبج وعين العرب.

شرق رأس العين

إذا اتجهنا شرقاً، نجد المدن الرئيسية التالية ملاصقة تماماً للحدود التركية أو تبعد 20 كم بحدها الأقصى: الدرباسية، عامودا، القامشلي، القحطانية، الجوادية، رميلان، معبدة، المالكية، أما اليعربية فتبعد 40 كم حيث المعابر إلى العراق والبترول… وقد أحدث الانفصاليون معبرين بري ونهري مع شمال العراق، لتهريب البترول وإدخال الأسلحة الأميركية. هذه المناطق تقع أيضا ضمن المنطقة الآمنة التي تريد تركيا إنشاءها.

كي يتم تحقيقُ هدف تركيا، عليها احتلال كافة المدن السابقة والدخول بعمق 32 كم، حيث ستحتل مئات البلدات والقرى والمزارع، وبطول 185 كم. هنا قسم كبير من المدن المذكورة ذات أغلبية من السوريين الأكراد. الجيش السوري موجود في القامشلي بمربع أمني كبير يمتد من الحدود التركية حيث الفروع الأمنية ومقر حزب البعث وقيادة المنطقة والمحكمة والسجن المركزي إلى المطار والفوج وحارة طي، ثم إلى قرية جرمز مع تواجد للدفاع الوطني وكتائب البعث.

ماذا حدث حتى اللحظة في الشمال السوري

تمتدُ الحدود السورية التركية حوالي 728 كم، طبعا دون حدود لواء اسكندرون المحتل.  منها 422 كم شرقي نهر الفرات أي أكثر من النصف، وهو ما يتم الحديث عنه حالياً.

 

قطعت تركيا ممر الانفصاليين في أول عملية في محور جرابلس الباب شمال شرق حلب. ثم في عفرين غرب حلب وأخيراً ممر تل أبيض رأس العين، أي تم إنهاء خطر قيام شريط انفصالي كردي يهدد أنقرة بثلاثة مواقع حيوية أجهضت المشروع الانفصالي. لاحظوا كيف انسحبت واشنطن بعد عملية تل أبيض رأس العين، من الرقة لأن مشروع واشنطن إنشاء كيان كردي من المالكية إلى منبج وقبله إلى عفرين، قد فشل.

انتشر الجيش السوري في منبج وعين عرب وعين عيسى، وهذا إشارة قوية لأنقرة بأن تسحبَ هذه المناطق من خطتها.

التالي: زار لافرتنيف المبعوث الروسي الخاص لسورية أنقرة ثم دمشق. بعدها صرّح أردوغان أنّهُ لا مشكلة في سيطرة الجيش السوري على هذه المنطقة، والتي تقع خارج الـ422 كم التي بدأ فيها العدوان التركي. فهل هي خارج ميدان العمليات العسكرية، أم أنّ حسابات أنقرة ستتغيّر؟  عِلماً أن معلومات فيريل تتحدث عن حشد 6 آلاف جندي تركي ومعهم 3 آلاف من جيش الإخوان المسلمين ليل السبت الفائت داخل الأراضي السورية من محور كوناك حتى جرابلس، ولا يمكننا تحديد وجهتم. يبقى الغدر التركي قائماً إلى الأبد. واحتمال حدوث مواجهة مباشرة بين الجيش السوري والتركي قائم كل لحظة…

السيناريوهات المتوقعة

التالي لن يحدثَ بين ليلة وضحاها، سيمتدُ شهوراً وسنوات؛ فالحرب على سورية لم تنتهِ وهي مستمرة حتى إشعار آخر.(الجيش السوري حسم المعركة الأولى ضد العدوان التركي وأمامه معارك)، أي الطريق طويلة

بناء على تحليلات وما يجري على الأرض وبعض المعلومات وفي حال: استطاعت موسكو “لجمَ” أردوغان، وتوقفت واشنطن عن عملية خلط الأوراق… فمتوقع حصول التالي:

 

 

 

مناطق آمنة مجزّأة بتوافق دولي في: عفرين؛ نفوذ تركي. الراعي الباب؛ نفوذ تركي. مثلث جرابلس حتى ريف منبج الشمالي الى نهر الفرات المقابل لصرين؛ نفوذ تركي. مدينة منبج مستثناة بسبب انتشار الجيش السوري والروس فيها.

مثلث عين عرب صرين عين عيسى، مستثنى حيثُ انتشر الجيش السوري والروس بهذه المنطقة. تل أبيض رأس العين؛ نفوذ تركي.

سيتم سحب السلاح الثقيل لميليشيات قسد من المناطق التي دخلها الجيش السوري، مع صياغة توافق برعاية روسيا وطهران بين أنقرة ودمشق، وتوافق آخر بين الانفصاليين ودمشق لحل المواضيع ورسم مستقبل العلاقة بين هذه الأطراف من حيث: تفاصيل الحل السياسي واللاجئين ومطالب الأكراد، والجدول الزمني للتواجد التركي.

في المرحلة الثانية؛ ستفعّل (اتفاقية أضنة) التي طرحتها روسيا وإيران كحل وسط، مع مراعاة حل المسألة الكردية عن طريق صياغة علاقة مع دمشق وتبديد مخاوف أنقرة ضمن إطار السيادة السورية.

 سيناريو شرقي رأس العين

احتلال تركيا للقامشلي سيكون مغامرة خطيرة، بسبب وجود الجيش السوري فيها، إلا إذا كانت أنقرة تريدها حرباً مفتوحة وهذا سيكون جنون بمعنى الكلمة… حسب زعيم قسد مظلوم عبدي؛ توصلنا لاتفاق مع دمشق عن طريق روسيا لنشر الجيش السوري من المالكية إلى منبج.

هنا ستتم صياغة الجزء الثاني من الـ422كم داخل الجزيرة السورية على الشريط الحدودي الممتد من شرقي رأس العين إلى المالكية.

أخبار غير رسمية حول منح الأكراد في هذه المنطقة حقوقاً خاصّة تتعلّقُ بالأمن الداخلي والإدارة، لكنها تبقى تحت السيادة السورية. لا توجد صياغة لهذا الوضع بعد لكن هذا خبر غير رسمي . ضمن هذا السياق؛ سيتم ضمّ قسد كرديف للجيش السوري تعمل بالتنسيق معه، بشكل مشابه لما حدث في درعا لكن بخصوصية أكثر.

 

من المرجح تحويل منطقة القامشلي إلى محافظة، يُعطى فيها الأكراد مميزات خاصة تسحب الذرائع وتكون باباً لحل نهائي للملف الكردي في سورية، مع سنّ قوانين تخص المكون الكردي يعالج مشاكلهم وبعض مطالبهم المقبولة سياسياً وثقافياً. لا فيدرالية، وإن حدثت، فهذه نكسة وهزيمة لسورية دون شك، وخطوة انفصالية… كما أنّ تشكيل محافظة ريف حلب لأسباب سياسية وإدارية، أمر متوقع.

المتغيرات السابقة ستحصل في حال تمّ لجمُ أردوغان، وضمن الوجود الأمريكي… واشنطن سحبت 1000 جندي، أين الباقي حسب اعترافها بوجود 2200 جندي في سورية؟ حتى لو انسحبت، ستكون موجودة قرب الحدود في العراق، برّاً وجواً… أي انسحاب في المكان.  حتى اللحظة هناك جنود وقواعد في رميلان واليعربية والشدادي حتى شرقي دير الزور، حيث ينابيع البترول. كما أنها مازالت في التنف، إلى متى؟

رغم ذلك سمّ الأفعى مفيد أحياناً، لماذا؟

شنّت واشنطن حربها على سورية بطريقة حرب الوكالة، من خلال دعم إرهابيي الحرّ والنصرة وداعش وقسد. إسقاط الدولة السورية لم يحدث بسبب التدخل الروسي. معظم السوريين الذين شاركوا في القتال ضد الجيش السوري سيتم زجهم في العملية السياسية، من خلال اتفاقيات (أستانا)… واشنطن وافقت مؤخراً على أستانا واللجنة الدستورية وإدخال الانفصاليين ضمنها. هؤلاء يُمثلون المصلحة الأمريكية بالحد الأدنى. جماعات تركيا ستدخل ضمن المصالحات وتشارك بالحل السياسي، وسيعتبرون أيضاً ممثلين لواشنطن وتركيا بالعملية السياسية و… عيونهما في الحكومة السورية القادمة.

أوروبا تريد إنشاء منطقة آمنة، تدعمها وتعيد إعمارها وتبني فيها قرى جديدة، يعود إليها اللاجئون من الدول الأوروبية وتركيا، أي لن تكون هناك حجة أمام لاجئ لا يريد العودة لمناطق سيطرة الجيش السوري والمخابرات السورية.

 

ستبقي واشنطن بعض قواتها في سورية أو قرب الحدود، وتتخذ من ذريعة محاربة داعش لدخولها المستمر واستباحة الأراضي السورية…

واشنطن ستبقى في التنف، بانتظار بناء قاعدة عسكرية أميركية كبيرة عند المثلث (السوري الأردني العراقي)، لكبح إيران وكل دولة تُفكر برفع رأسها أو تتحرّك ضد "إسرائيل". الوجود الأميركي يتعزز شمال العراق والأنبار والموصل المحاذيتين للحسكة وديرالزور. لهذا لم تعد بحاجة للتواجد بمناطق الانفصاليين في سورية، حيث المخاطر قائمة باحتكاك عسكري مع روسيا وسورية… وما قد تفعلهُ دمشق في المستقبل من تفعيل مقاومة شعبية ضد القواعد الأميركية. واشنطن تعرف أن وجودها غير شرعي وخطير على جنودها، بعد انهيار حماتها من الإرهابيين… لهذا ستأتي بمن يحميها ويقف في وجه الجيش السوري… مَنْ؟

إنهم البيشمركا السورية من العراق… هناك قرابة 7 آلاف سوري كردي قامت بيشمركا العراق بتدريبهم تحت رعاية أميركية، حاولت واشنطن إدخال مجموعات صغيرة في كانون الأول 2018 إلى سورية، لكنّ ميليشيات قسد ووحدات حماية الشعب رفضتا ذلك بشدة، بسبب عداء كبير بين الجانبين… الآن قسد ضعيفة وقد ترضى بأوامر واشنطن، ودخول هؤلاء يلقى موافقة مبدئية من تركيا، والهدف تحويل المنطقة لما يُشبه شمال العراق… هل وضح الآن قصد بثينة شعبان من تصريحها؟

واشنطن تهيئ الظروف الملائمة في العراق ضمن تسوية مع موسكو، حيث زار لافروف أربيل وبغداد ليتبعها بوتين بزيارة للسعودية والإمارات، ويكون الملف السوري حاضراً هناك… ثم زار فالح الفياض رئيس الأمن الوطني دمشق… كلّ هذا يدل على وجود أمر ما يخص العراق وسوريا بآن واحد…

 ما الذي يمكن أن تفعلهُ دمشق؟

أمام دمشق عدة أيام فقط لتأمين أوسع انتشار للجيش السوري في الجزيرة السورية وشرقي الحسكة لقطع الطريق على “البيشمركا السورية” وخطة ترامب… وتثبيت مواقعها بقوة وبأفضل أنواع الأسلحة بما في ذلك مضادات الطيران. اشتباك الجيش السوري مع التركي وجيش الإخوان المسلمين، سيؤكد للأكراد وأوروبا أنّ الحامي الوحيد لهم هو وطنهم الأم سورية وسوريا فقط… تطور الاشتباك والتصعيد السوري أكثر، سيدفع كافة الدول للتدخل، بما في ذلك روسيا واتخاذ مواقف أكثر حزماً تجاه تركيا. كل هذا يجب أن يتم بتغطية إعلامية… نعتذر عن الجملة الأخيرة، فقد نسينا أننا نتحدث عن الإعلام…

أيّ تصعيد سوري ضد المحتل التركي، وإن كان خطيراً، هو أقل الحلول سوءاً. فلا يفلّ الحديد إلا الحديد، هنا ستسارع كافة الدول لاحتواء الوضع. فالحق دائماً بجانب الكتائب الأقوى.

واشنطن لن تغادر الجزيرة السورية كلياً، حتى تحل موضوع الانفصاليين سياسياً، لتضمن وجود بيئة مناسبة في حال قررت العودة يوماً… لهذا سلمت واشنطن القسم الأكبر من ملف الشمال والجزيرة لروسيا لقربها من دمشق، وسمحت لأردوغان بعملية عسكرية برأس العين وتل أبيض، لتجبر الأكراد على القبول بحل مع دمشق بوساطة روسية مع التلويح بالعصا التركية.

بهذا الحل الوسط تضمن واشنطن حلفها مع الأكراد من جهة و تركيا وعملائها من جهة أخرى، ودعمهم للمشاركة بالعملية السياسية التي وافقت عليها واشنطن فجأة، رغم أنها ترفضها منذ سنوات! 

ستناور واشنطن في التنف والعقوبات الاقتصادية من أجل ملف إيران في سورية، وستساوم موسكو حول (حليب) السعودية والإمارات للمساهمة بملف إعادة الإعمار وتسهيل عودة دمشق للجامعة العربية لتنفيذ بعض التوافقات المتعلقة بإيران وتركيا والكيان الصهيوني.

إذاً؛ خذي يا موسكو ملف سورية بشكل أوسع، وسوف نتقاسم حليب السعودية والإمارات لكن ليس بالتساوي.

ختاماً: تمّ استدعاء أردوغان إلى موسكو ثم إلى واشنطن، لإتمام الصفقة والتوافق على إنهاء الحرب… السلطان العثماني سيحاول حصد مكاسب على الأرض قبل ذهابه. في العاصمتين، إن حصل الاتفاق بين طرفي النزاع الحقيقيين، سنرى هدوءاً حذراً مع بعض المعارك الصغيرة نسبياً، وبداية الحلّ السياسي في سورية. وإن لم يحدث هذا الاتفاق، سيعود التصعيد الخطير بانتظار جولة مفاوضات جديدة تبعاً لما يحققه كل طرف على الأرض… 

أردوغان “أحمق” كما وصفهُ ترامب، صقور واشنطن وأفضل مَن يحقق لهم حالة الفوضى والحرب التي يريدونها في الشرق الأوسط، وعندما تفاوض موسكو أردوغان، فهي تفاوض واشنطن بشكل غير مباشر… ولو أنّ ترامب فعلاً على عداء مع تركيا، فيمكنهُ سحقها في ساعات

مركز فيريل للدراسات

اضافة تعليق