حزب البعث العربي الاشتراكي

logo

header-ad
أحدث الأخبار

تقدير موقف: الاحتلال يواصل اجتياح المخيمات والمقاومة ستتواصل

اجتاحت قوات كيان الاحتلال الإسرائيلي في السابع من شهر مارس / آذار الجاري مخيم جنين، لتنفيذ عمليه اغتيال ضد بعض من النشطاء والمقاومين.

عملية الاحتلال أدت إلى استشهاد عبد الفتاح خروشة وخمسة آخرين من النشطاء الفلسطينيين.

وتركزت رواية الاحتلال في تورط خروشة وبقية المقاتلين في القيام بعمليات استشهادية وكان منها عملية حوارة الأخيرة والتي راح ضحيتها اثنين من المستوطنين الإسرائيليين.

تحليل مضمون عدد من التقديرات يشير إلى دقة هذه العملية وما قبلها من عمليات، والتي تأتي عقب إعلان القيادي الفلسطيني صالح العاروري عن أهمية القيام بالعمليات الاستشهادية في العمق الإسرائيلي وتكبيد الاحتلال ثمن جرائمه ضد الشعب الفلسطيني.

ما الذي يجري؟

بات واضحا أن قيادة حركة حماس أو على الأقل القيادات الفاعلة بها توصلت إلى قرار بمواصلة العمليات العسكرية والميدانية في العمق الإسرائيلي، ويأتي هذا القرار تزامنا مع بعض من الأحداث المهمة:

1-   اجتماعات ضمت عناصر المقاومة الفلسطينية سواء من حركة حماس أو الجهاد الإسلامي في العاصمة المصرية القاهرة، وهي الاجتماعات التي يبدو انها انتهيت بالفشل.

2-   تتحدث عدد من الصحف ووسائل الإعلام المقربة من حركة حماس عما يمكن وصفه بالفشل المصري في التهدئة ، وفي الثامن شهر مارس الجاري وتحت عنوان فقاعة» الوساطة المصرية: هكذا تريد واشنطن....كشفت مصادر مطّلعة، لصحيفة «الأخبار» اللبنانية أن زيارة وفدَي «حماس» و«الجهاد الإسلامي» إلى القاهرة، الشهر الماضي، «لم تحمل جديداً يُذكر».... إذ صارح المصريون ضيوفهم بأن «الأميركيين طلبوا منهم دعوة الفصائل، وممارسة الضغط عليها لتقطيع شهر رمضان بهدوء». كما أوضحوا أنهم «معنيّون بشكل أساسي بقطاع غزة»، مشدّدين على أن «ما يحصل في الضفة والقدس، الأفضل أن يبقى هناك، معزولاً عن القطاع».

3-   دقة مات نشرته الصحيفة هو في قول هذه المصادر أن المصريين لم يقدّموا أيّ عرض أو مسودّة اتفاق، بل مجرّد طلب للتهدئة، ومن دون أيّ ضمانات من جهة العدو.... وفي المقابل، أكّد وفدا الحركتَين، كلّ بطريقته، أن «لا التزام بأيّ تهدئة مزعومة»، وحذّرا من أن «شهر رمضان مرشّح لأن يكون فترة ساخنة، وقد نكون أمام تصعيد كبير».

4-   الأسلوب الذي تنتهجه "إسرائيل" ومواصلة جيش الاحتلال للقيام بالعمليات داخل المخيمات تحديدا ، فضلا عن الطريقة التي ترد بها قيادات المقاومة على هذه العمليات تشير إلى أن أجواء التصعيد مرشحة للاستمرار ، خاصة وأن قيادات المقاومة وعلى رأسها صالح العاروري رئيس حركة حماس في الخارج خالد مشعل ، فضلا عن بعض من القيادات العليا في حركة حماس ، جميعها يدعو للتصعيد ورفض التهدئة.

تطورات داخلية

تعتبر حركة حماس واحدة من أهم المنظمات الفلسطينية ، ومن الطبيعي وجود تباينات في الآراء بالحركة ، خاصة في ظل وجود ضغوط دولية وإقليمية على الحركة من أجل الوصول إلى التهدئة سواء في الضفة الغربية والحفاظ على ما يمكن وصفه بعملية الصبر الاستراتيجي في غزة.

تحليل مضمون بعض من الأوراق البحثية الغربية التي صدرت خلال الفترة الآخيرة وناقشت هذه القضية يزعم بأن هناك تباينا واضحا في قلب الحركة بين حماس في الخارج وبين قياداتها في الداخل وتحديدا قيادات قطاع غزة.

ويفرض الواقع على الأرض الكثير من التحديات على حركة حماس في داخل غزة تحديدا ،  لأن الحركة تحكم القطاع ، وبالتالي عليها الكثير من المسؤوليات التي تتنوع بين فرض النظام ، محاولة توفير ظروف اقتصادية إنسانية للشعب الفلسطيني في غزة ، والأهم من كل هذا ضمان حيله اقتصادية وإنسانية للشعب الفلسطيني في عموم غزة بدلا من الصعوبات والأزمات التي يعاني منها الفلسطينيين في غزة. ومن هذه النقطة بات واضحا وجود الكثير من التباينات بين قيادات الحركة ، وهو أمر لا يمكن وبأي حال من الأحوال تجاهله

تقدير استراتيجي

تحليل التصريحات التي يدلي بها قيادات حماس في الخارج تعكس رغبة واضحة في التصعيد ، وهي الرغبة التي تتنافي مع جهود إقليمية للتهدئة ، سواء أن كانت هذه الجهود مصرية أو قطرية أو إماراتية ، الأمر الذي يزيد من دقة المشهد العام في المقاومة ، وتحديدا حركة حماس في ظل تنوع الآراء المتعددة بها، ونجاح ديمقراطيتها في استيعاب تلك الآراء بالنهاية.

 

معتز خليل - رصد للأبحاث والدراسات 

اضافة تعليق