حزب البعث العربي الاشتراكي

logo

header-ad

الحرب التكنولوجيّة.. قلق أمريكي متصاعد

الحرب التكنولوجية التي تشنها الولايات المتحدة على الصين هي جزء من سلسلة حروب الهيمنة التي تحاول أن تفرضها على معظم دول العالم، لكن المثير في هذه الحرب أمران: الأول أنه لا بد من أن تحسم الامور لمصلحة الصين، فالولايات المتحدة التي لا تاريخ لها يبدو أنها لم تقرأ تاريخ الصين العظيم وقدرات الشعب الصيني على النهوض من جديد لاسترجاع أمجاده.. والأمر الثاني امتلاك الصين قدرات تكنولوجية وبشرية تجعلها منافساً حقيقياً للتكنولوجيا الأمريكية وبتكاليف أقل بكثير.
ويبدو أن هذه الحرب ستكون شرسةً بين الطرفين الصيني والأمريكي برغم أن الولايات المتحدة – نوعا ما – لا تزال الرقم 1 في العالم الرقمي برغم ما تعانيه من عجز اقتصادي منذ الـ2008، لكن العملاق الصيني بدا منافساً حقيقياً لها، وهو يخطط لذلك منذ تأسيس جمهورية الصين الشعبية سنة 1949 بعد التحرر من الاستعمار الياباني، وهو ما أكدته إصلاحات عام 1978 الممهدة لصين اليوم لتصبح الرقم الثاني بلغة الاقتصاد والأولى في كثير من الجوانب مؤخراً.
إن انفتاح الصين على العالم وتألقها في التجارة مع الحفاظ على قيمها ومبادئها أمور تقلق الأمريكيين، فهي لم تذب كلياً في الرأسمالية، ولا تزال تحافظ على أسس الشيوعية والاشتراكية، ولديها طموحات بلا حدود تقلق واشنطن، أولها إنهاء حقبة أمريكا وتالياً انتقال القوة العسكرية والمالية والتجارية من الغرب إلى الشرق، فالحرب التكنولوجية بين البلدين هي نتاج لهذا التنافس، وهي حديث الساعة في ظل الأحداث المتسارعة زمنياً التي نسمع بها مؤخراً.
في الوقت ذاته، الحرب التكنولوجية تعد ساحة حرة للصراع بين القوتين، من دون دماء أو قنابل أو خسائر في الأرواح، لكن الخسائر الاقتصادية ستكون حاضرة بقوة في الجانب الأمريكي.
والسؤال: ما دوافع هذه الحرب؟
بداية تعدّ المعلومات والبيانات وإمكانات الحصول عليها من أهم دوافع الحرب التكنولوجية، إذ يحاول كلا البلدين الاطلاع على حقيقة ما يملكه الآخر من امكانيات وقدرات، وبينما تعتمد الولايات المتحدة على الإنترنت في الاتصالات الداخلية تستخدم الصين نقطة ضعف غريمها الغربي للوصول إلى هذه المعلومات.. ولم تقتصر الحرب التكنولوجية على ذلك، بل تعدتها إلى وسائل الإعلام، عبر هجمات متبادلة.. ولا تنفك الولايات المتحدة تزعم أنها تتعرض لهجمات إلكترونية صينية تمثل تهديداً للأمن الأمريكي، وتسعى لإقناع الدول الأخرى بأنها تواجه التهديد نفسه من قبل الصين.. لكنها حتى الآن لم تحصل على نتائج مرضية، فهي لم تقدم أي دليل على صحة ما تقول.
يشار إلى أن الحرب التكنولوجية تتصاعد وتتسع برغم الاتفاق بين الولايات المتحدة والصين على تجنّب «الصدامات الإلكترونية».

المصدر : تشرين

اضافة تعليق