حزب البعث العربي الاشتراكي

logo

header-ad

"بشار الأسد وإسرائيل والعودة للماضي؟" معهد أبحاث الأمن القومي الإسرائيليّ INSS

يبين زيسير أن «شكوك بشار الأسد ستزداد تجاه الغرب، وبخاصة  الولايات المتحدة وإسرائيل، لكنه سيتجنب المجابهة أمامهما، كما أنه لن يضطر إلى السماح لإسرائيل الاستمرار بالعمل كما يحلو لها فوق أراضي سورية، وسوف يعرب على أية حال عن ثقته والتزامه  مع حليفه فلاديمير بوتين وبتحالف استراتيجي طويل أيضاً ولسنوات كثيرة مع إيران أيضاً، ورغم ذلك، سيسعى بشار إلى استعادة القدرة على المناورة وحرية العمل أمام هذين الحليفين، ومن الجدير ذكره أيضاً أنّه لا شك في أن  علاقة النظام السوري مع إيران وحزب الله تعمدت بالدم طوال سنوات الحرب، وبشار مازال بحاجة للإسناد العسكري الذي تقدمه له ايران من أجل مواجهة وردع الأعداء في الداخل والخارج، والوجود العسكري الإيراني في سورية  لا يشكل له قلقاً».

وتحت عنوان: «مسألة الجولان» يبين زيسير أنَّ «انتهاء الحرب بانتصار بشار وما يبذله من جهود للتوصل إلى تسوية للواقع السوريّ، وبخاصة إيجاد حلّ لأزمة مسألة اللاجئين الذين خرجوا من سورية سوف تؤدي إلى فتح "ملف الجولان" الذي عده الكثيرون من الإسرائيليين أثناء سنوات الحرب الطويلة في سورية "مغلقاً ومختوماً"، وهذا سوف يترافق مع محاولة المجتمع الدولي للتوصل إلى صفقة عنوانها تسوية تفصل سورية عن إيران، وتفرض استعدادها لاستعادة استيعاب اللاجئين الذين خرجوا منها.

لكن المخاوف الإسرائيلية تجاه موضوع الجولان وصلت قبل وقتها ومن المؤكد في وقت أعلن فيه الرئيس ترامب عن الاعتراف الأميركي بوجود إسرائيل في الجولان، وهذا ما يجعل من الصعب الافتراض بأن بشار سيحرك أي إشارة باتجاه العملية السلمية مع إسرائيل، ناهيك عن أنه لن يكون مستعداً؛ بل سيكون حذراً أمام القبول بمفاوضات سلمية مع إسرائيل حتى عن طريق الوسطاء، وهذا بالمناسبة ما قام به طوال العقد الماضي من حكمه.  وفي الختام لا بد من القول: إنَّ نهاية الحرب في سورية بانتصار بشار الأسد يضع إسرائيل من جديد أمام حاكم حَافَظَ على بقائه في حرب اشتعلت في بلاده، وخرج منها ويده هي العليا، وكذلك بفضل اصطفاف روسيا وإيران إلى جانبه، وهما الدولتان اللتان تحولتا حتى الآن إلى صاحبتي نفوذ؛ بل وسيطرة في سورية.

إن السنوات الثماني التي مرت منذ اندلاع الحرب في سورية غيرت حقاً وجه هذه الدولة بشكل كبير، لكنها لم تغير في بشار الأسد سوى القليل جداً؛ بل يبدو أنها عززت عنده الالتزام بالأمر الواقع والتمسك بالقديم المعروف ناهيك عن تجنبه للقفز نحو المجهول، والآن ومع انتهاء الحرب في بلاده سيعمل  بشار على تمتين  الأسس نفسها في نظام حكمه وفي المجتمع السوريّ،  وهي التي   ضمنت بقاءه،  وسوف يعمل قبل أيّ شيء آخر على تمتين قوة  الجيش وقوات الأمن، وكذلك أبناء الطائفة العلوية وإلى جانبها بقية الفئات الاجتماعية المتحالفة معه التي تشكل قاعدة لحكمه، وفي الوقت نفسه سيحافظ بشار أيضاً على صلاته مع روسيا ومع إيران، كما لا يمكن الافتراض بأنه سيقبل أن يكون "دمية" بيد هذين الحليفين، وفي كلّ ما يخص إسرائيل سيحاول بشار إعادة التوازن في علاقات الدولتين، لكنه سيتجنب في الوقت نفسه الوصول إلى المواجهة معها  تحديداً الآن بعد انتهاء الحرب في بلاده، وسوف يؤدي ذلك إلى إعادة  إسرائيل إلى نقطة البداية التي وقفت فيها أمام بشار قبل اندلاع الحرب في سورية في ربيع عام 2011 يوم ظَهَرَ كحاكم متحدٍ يعمل لتمتين العلاقات مع إيران وحزب الله، لكنه في الوقت نفسه كان يحافظ على ضبط النفس والهدوء على طول الحدود؛ بل استعد لإجراء مفاوضات سلمية مع إسرائيل، ولذلك من الممكن أن نشهد أن ما كان بين إسرائيل وسورية هو الذي سيكون ويبقى».

المصدر : مركز دمشق للابحاث

اضافة تعليق