حزب البعث العربي الاشتراكي

logo

header-ad

تحديات تكيّف الجامعات السورية مع أنظمة التصنيف الأكاديمي العالمية - جامعة دمشق – على الويبوماتريكس وQS– نموذجاً

يجادل هذا البحث في أننا سواء أَقَبلنا أم رفضنا نتائج أنظمة التصنيف، وبغض النظر عن أن معايير التصنيفات تبسيطية تختزل رسالة الجامعة في بيئتها الاجتماعية أو أنها لا تعكس بدقة جودة العملية التعليمية، ولكنها تؤثر في جميع المعنيين بالتعليم العالي من طلاب ومؤسسات اقتصادية ومنظمات حكومية أو خاصة، هذا يعني أنه إذا لم يكن للتصنيف الجيد فوائد (وليس هذا هو الحال حقيقة) فإن التصنيف السيئ إضعاف لمكانة المؤسسة وسمعتها. لذلك لا بد من التكيف مع أنظمة التصنيف العالمية.

إنَّ تحليل غياب معظم مؤسسات التعليم العالي السوريّة عن التصنيفات الأكاديمية، ينبئ أن هذه التصنيفات تعطي الأهمية الكبرى للبحث العلميّ والدراسات العليا؛ بينما تتمركز برامج مؤسسات التعليم العالي حول التعليم والتعلم، وتهمل البحث العلمي حتى أنَّ أعرق الكليات في سورية (كلية الحقوق في جامعة دمشق) تخرّج طلابها دون أن ينجز الطالب أي بحث طوال حياته الجامعية.

لذلك يركّز هذا البحث على دور البحثِ العلميّ، كمّاً ونوعاً، وترتيب جامعة دمشق على أنظمة التصنيف العالميّة، مع التركيز على الويبوماتريكس والمرور بتصنيف QS. ويُعالج تراجع الجامعة في تصنيف تموز/يوليو 2018 على الويبوماتريكس الذي يصنف أساساً الموقع الإلكتروني، وتفسيرات هذا التراجع المتعلقة بـضعف استخدام تكنولوجيا المعلومات وضآلة المحتوى الرقميّ وغياب التعليم التفاعليّ على الشابكة.

هذا، ولمناقشة ما تقدّم، تمّ تقسيم البحث إلى مقدمة وخاتمة، بالإضافة إلى ثلاثة محاور يتقدمها محاولة إجمال المعايير التي تتمركز حولها أهم التصنيفات الأكاديمية، ومن ثم مناقشة معضلات التكيف الاستراتيجي أمام التعليم العالي للتعايش مع أنظمة التصنيف ورياح عولمة التعليم العالي، ثمّ يتم تناول ظهور جامعة دمشق على تصنيف كيو إس على مستوى المنطقة العربية، وتصنيف الجامعات السورية على موقع الويبوماتريكس ما لهُ وما عليه بين الوهم والواقع، حيث تغدو الشبكة العنكبوتية هي من تنشئ الحقيقة بغض النظر عن الواقع. وفي نهاية المطاف، يمكن استخلاص أنَّ التكيف مع أنظمة التصنيف العالمية بحاجة إلى إعادة هيكلة استراتيجية للتعليم العالي ومؤسساته، وضرورة اعتماد خطط استراتيجية تستهدف الوصول بالجامعات السورية الكبرى إلى جامعات النخبة في العالم.

المصدر:  مداد للداراسات والأبحاث

اضافة تعليق