حزب البعث العربي الاشتراكي

logo

header-ad
أحدث الأخبار

ما وراء الأزمة في فنزويلا

تتسارع تطورات الأحداث في فنزويلا، مع مضي الدول الغربية وواشنطن في تصعيد هذه الأزمة والذهاب بها إلى منعطفات خطيرة.
المتابع ضائع في زحمة التفاصيل، ولا يكاد يرسو على فهم، لدرجة أصبحت معها الصورة ضبابية بشكل يحجب الرؤية، حتى على المتمرسين في فك الألغاز السياسية.

ففي الوقت الذي تعمل فيه حكومة كاراكاس الشرعية، لنزع الذرائع والدعوة إلى انتخابات برلمانية مبكرة، والحوار مع «المعارضة» التي هي مجرد أقلية رجعية، تلوح واشنطن بخيار التدخل العسكري، وتتخذ أوروبا مواقف ملتبسة وخطيرة، فيما تعتبر موسكو بأن المواقف الأمريكية تقوض أسس القانون الدولي.

كل ما صدر إلى الآن عن الإدارة الأمريكية بخصوص الأزمة في فنزويلا يؤكد أن ثمة قراراً أمريكياً مبيتاً ضد فنزويلا وهذا ما كشفته الصحافة الأمريكية مبكراً, مؤكدة وجود مؤامرة مخابراتية أمريكية للدفع بانقلاب عسكري ضد الرئيس مادورو، وفتح باب التدخل الدولي للسيطرة على مقدرات البلاد.
ليس سراً القول: واشنطن اعتادت التدخل في شؤون جيرانها في الجنوب، فتاريخها حافل وطويل بالتدخل السري في بلدان أمريكا اللاتينية، ودعم حركات التمرد والانقلابات والمؤامرات كما حصل سابقاً ضد «كوبا، نيكاراغوا، البرازيل، تشيلي، بنما، بيرو، السلفادور، بوليفيا، أوروغواي، الأرجنتين وهاييتي»، وهذا ما تسعى لتكراره في فنزويلا 2019.

وإذا كانت الأطماع الأمريكية واضحة، فإن الأنكى منها، موقف الغرب الملتبس والذي يحاول أن يقول ظاهرياً «إن مواقفه تنطلق من منظومة غربية علمانية تدافع عن الحريات وحقوق الإنسان وتأييد وجود أنظمة ديمقراطية»، لكنه في الجوهر يحركه عداء تاريخي مُقنّع، ينطلق من مفاهيم السيطرة ويوجد «المبرر» ليعيد صياغة العالم على مقاسه بما يخدم هيمنته المطلقة ومصالحه.
لمسنا هذا في منطقتنا، فالحرب التي شنت علينا تقوم على قاعدة التدمير الممنهج بدعم غربي وبمعاول مرتزقة «الجهاد»، هذا هو الواقع ولم يعد الجدل مجدياً، لمعرفة الحق من الباطل.

شواهد الميدان أصبحت تنطق بالصوت والصورة لتعبر عن واقع الحال وخطورة المآل، ومن لم يفهم بعد ما الذي جرى ويجري في منطقتنا، أو ما يحضر تالياً لساحات أخرى، مثله كمثل الغثاء الذي سيجرفه السيل إلى قعر نهر التاريخ ولو بعد حين.

 

شوكت ابو فخر

صحيفة تشرين

اضافة تعليق