حزب البعث العربي الاشتراكي

logo

header-ad
أحدث الأخبار

ماري كولفن وسلاح القضايا الإنسانية

استمراراً للحرب الشاملة على سورية، يجيء إنجاز الفيلم الهوليوودي «حرب خاصة» 2018 في العام، عن تجربة الصحفية الأمريكية (ماري كولفن) التي تنتهي في بابا عمرو في حمص، ليؤكد أن تحريف الحقائق جزء من أسلحة الكذب الشامل، وخبث الفيلم أنه منجز بكفاءة ماكرة، تجعله مؤثراً في اللعب بعقول المتفرجين ولاسيما أنه يستخدم (البحث عن الحقيقة) التي موضوعها (إنساني يدافع عن المدنيين والأطفال في الحروب(.

إن سلاح (القضايا الإنسانية) هو أخطر ما يستعمل ضد سورية بعد فشل الإرهاب التكفيري في تحقيق أهداف الغرب الصهيوني، وهكذا فإن فيلم «حرب خاصة» يعيد صياغة تجربة الصحفية الأمريكية ماري كولفن التي اشتهرت بعصبة العين الشبيهة بعصبة موشي دايان، ويتابع الفيلم عمل ماري لمصلحة «الصنداي تايمز» اللندنية، مستعرضاً محطات عملها من سيريلانكا (حيث فقدت عينها) إلى أفغانستان إلى العراق، ليصل بها إلى حمص في سورية، ودائماً (هي تبحث عن قصص معاناة المدنيين والأطفال في الحروب)، وليكون الفيلم مؤثراً لا تخبرنا ماري في تحقيقاتها، عن أسباب هذه الحروب ومن يشنها، وتستمر في ذلك حتى يصل الفيلم بها إلى بابا عمرو، وتحت القصف تستطيع – كما يروي الفيلم– التواصل مع قناة «سي.إن.إن»، وهنا يصل الفيلم إلى هدفه في استهداف سورية بتصوير ماري تروي على الهواء للعالم ما يجري، وتسرد الرواية الغربية التي تشيطن سورية، مدافعةً عن عصابة الإخوان المسلمين خلال الثمانينيات إلى 2012، وهكذا يتضح أن الفيلم بني في معظمه لكسب المشاهد للقضايا الإنسانية، وفي ذروة تأثره يضخ الفيلم أفكاره السياسية العدائية ضد الدولة السورية.

الفيلم مصنوع بكفاءات خبيثة ومتقنة، ولكنه يكذب، فهو مثلاً لم يقل إن كولفن دخلت سورية مع الإرهابيين وعبر منظمة «آفاز» التي تجنّد وتموّل الإرهابيين، كما لم يقل إن كولفن رفضت عرض الهلال الأحمر السوري إخراجها من منطقة العمليات، والمهم لِمَ قتلت بقذيفة هاون أطلقت على مخبئها ولم تصب (بقصف من الحكومة).. كل ذلك لم يقله الفيلم.

تشرين:.فؤاد شربجي

اضافة تعليق