حزب البعث العربي الاشتراكي

logo

header-ad
أحدث الأخبار

بعد حروب بيولوجية وعسكرية؛ مجاعات وأوبئة تجتاح العالم

صرح الخميس الماضي ماكسيم أوريشكين مساعد الرئيس الروسي للشؤون الاقتصادية، قائلاً: “سيدخل العالم في مرحلة الجوع مع اقتراب نهاية هذا العام 2022”. في نفس اليوم أشارت مجلة The Economist البريطانية إلى ذهاب العالم نحو جوع جماعي.  كذلك: (المجاعة تُهدد دول العالم بعد تراجع إنتاج القمح وحظر تصديره في عدة دول والحرب في أوكرانيا).

 

بالمقابل؛ ارتفعت أسعار كافة المواد، استهلاكية أو غير استهلاكية، والأسوأ هو ارتفاع أسعار المواد الغذائية مما سينعكس مباشرة على الطبقة المتوسطة والفقيرة في كافة الدول. حلّقت أسعار_القمح إلى مستوى قياسي الأسبوع الماضي بعد قرار الهند حظر تصديره. الأسعار ازدادت سابقاً بعد الحرب في أوكرانيا 40% وتوقفت عند 422 يورو، لتتجاوز حالياً 435 يورو للطن الواحد.

 

صحيح أنها تصريحات مفزعة، إلا أن الحقيقة أكثر رعباً؛ فالهند البديل الوحيد لروسيا وأوكرانيا في ساحة القمح لم توقف تصديرها لأسباب سياسية، بل لأسباب مناخية، فموجة الحر غير المسبوقة مازالت تضرب الهند والباكستان ودرجات الحرارة اقتربت من 50 درجة مئوية في نهاية نيسان الماضي. كل هذا خفّض انتاج القمح وتسبب بانقطاع الكهرباء.

 

حروب. اضطراب في المناخ. أوبئة. ارتفاع أسعار… ثم مجاعة

 

هذه هي الأسباب والتسلسل الصحيح، وليس كما قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أنّ السبب هو الحرب في أوكرانيا، في إشارة لتحميل روسيا وحدها الذنب.

 

 مجاعة عالمية قادمة ولعدة سنوات حسب الأمم المتحدة، والأخطر موجة الفيروسات والأوبئة التي تضرب العالم بقسوة الآن، فالصين تتعرض لموجة من المتحور  كورونا أشدّ فتكاً من سابقه. الكوليرا القاتلة تتفشى في إقليم بالوشستان الباكستان، وإعلان حالة الطوارئ بعد آلاف الإصابات وعشرات الوفيات، ورغم أنّ أول إصابة سُجلت في 17 نيسان الماضي، لكن السيطرة على الوباء مازالت بعيدة بسبب موجة الحر والجفاف المسيطر، وانعدام مياه الشرب النظيفة هناك.

 

كما سُجلت عدة حالات للإصابة بفيروسات “غامضة” مستجدة في الكبد بالولايات المتحدة. هذا مع ارتفاع وفيات كورونا 27% خلال الأسابيع الماضية حسب منظمة الصحة العالمية، واليوم يُطلّ علينا “جدري القرود”، الذي نشرنا عنه في مركز فيريل للدراسات، مع اجتماع طارئ للصحة العالمية بعد تسجيل إصابات في 14 دولة حول العالم، وظهوره بشكل خاص بين المثليين في بريطانيا حسب سوزان هوبكنز، كبيرة المستشارين الطبيين في وكالة الأمن الصحي البريطانية: (انتشار مرض جدري القرود بشكل ملحوظ بين “المثليين ومزدوجي الميول الجنسية“ خاصة بين الذكور منهم). بينما عزت الصحافة البريطانية مصدر عدوى جدري القرود إلى جزر الكناري، بعد المهرجان السنوي للشاذين جنسياً. استمر عشرة أيام وانتهى 15 أيار الحال Canaria Pride festival. شارك في المهرجان 80 ألف شخص، تبين لاحقاً أنّ أكثر من 90 مشاركاً في المهرجان كان مصاباً بالمرض، ثم نشروه في العالم بعد عودتهم إلى بلادهم.

 

هل هي تداعيات حرب بيولوجية جرت في أوكرانيا؟

ربما تكون تلك تداعيات لحرب بيولوجية ما أو الحرب الروسية الأوكرانية، بعد اكتشاف 30 مخبراً لانتاج السلاح البيولوجي في المدن الأوكرانية وبإشراف أميركي مباشر، نقول ربما. لكن بالنتيجة هناك إصرار على الدفع نحو الخراب والموت، فإن لم يأتِ الخراب بسبب حرب عسكرية، فالمجاعات والأوبئة تتكفل به.

 

الولايات المتحدة وبريطانيا تصرّان على ضم فنلندا والسويد إلى الناتو في الفترة الحالية، في ظل حرب لم تنتهِ بسبب سعي كييف أيضاً للانضمام لنفس الحلف. البديهي أنّ واشنطن قررت محاربة روسيا ليس حتى أخر جندي أوكراني كما ذكرنا سابقاً، بل حتى آخر مواطن أوروبي، وطبعا ستزيد واشنطن من ضغطها على أي طرف لن يتبع لها.

 

في الباكستان أُسقِطَ عمران خان واستبدل بأحد أتباع واشنطن من عائلة شريف. إيران تشهد أزمة اقتصادية خانقة مع تغلغل للموساد وتحرشات عسكرية وتهديدات بالقصف… أردوغان فتح “البازار” بينما يمر بأزمات داخلية وخارجية، رفض انضمام فنلندا والسويد للناتو “ظاهرياً” لرفع سعر بضاعته، وسوف يوافق إن دفعوا له نصف ما يطلب في بازاره وإلا… وهو الذي يعرف تماماً أنّه لولا تغيير كافة قيادات الجيش التركي في أخر ستة أعوام حسب مقاس “حزب العدالة والتنمية” الحاكم، لكنا شاهدنا الجزء الثاني من انقلاب 16 تموز 2016 بنسخة 2022. بحر إيجة ينتظر أية غلطة أردوغانية. 

 

أخيراً؛ العالم مقبل على مرحلة من الحروب والإضطرابات غير العادية على كافة الأصعدة، لذلك لا تتعجبوا عند مشاهدة أو سماع اتفاقيات أو تحالفات أو انقلابات هذه التحالفات تبدو غير طبيعية.

اضافة تعليق