حزب البعث العربي الاشتراكي

logo

header-ad
أحدث الأخبار

مديرية الشؤون الاجتماعية والعمل في السويداء حالة نموذجية في معالجة مشاكل التشرد والتسول

على مدار سنوات ثمان استقبلت محافظة السويداء _ أسوة بشقيقاتها_ العائلات السورية التي هجرت من مكان إقامتها بفعل الإرهاب، ما نتج عنه بطبيعة الحال ظهور مشكلة التشرد والتسول نظراً للأعداد الضخمة التي احتضنتها المحافظة ، لكن الأمر لم يطل حتى بدأت هذه المشكلة بالانحسار بشكل ملحوظ، بسبب وجود طرق معالجة حددت لنا آليتها مديرة الشؤون الاجتماعية والعمل في المحافظة الرفيقة بشرى جربوع بأنها تقوم على رصد الحالة ومعالجتها بعيداً عن أسلوب القبض على هؤلاء الأشخاص بل التعاطي معهم وفهم خلفيات وجودهم في الشارع، لذا حقيقة الأمر، تكاد تخلو المحافظة من وجود مثل هذه الحالات وبشكل لافت

 

وتتابع الرفيقة بشرى: من مهمات مديرية الشؤون الاجتماعية والعمل تسيير دوريات منتظمة للكشف عن وجود حالات التسول والتشرد في الطرقات، فهناك سبع لجان تقوم بالمهمة منها 3 فرق تجوال دراسة الحالة، والأخصائي الاجتماعي، والأخصائي النفسي، ومتابع حالة، وهي غير قادرة على تغطية المساحة الشاسعة للمحافظة، لكن تساعدنا طبيعة المجتمع هنا حيث ترفض وجود حالات التسول والتشرد فنجد تعاوناً كبيراً من الأهالي للإبلاغ عن مثل هذه الحالات وتقديم الدلالات لنا لمتابعة الحالة.

 

على أرض الواقع لا يحتاج مقدم البلاغ عن حالات التشرد سوى معرفة مكان مكتب مديرة الشؤون الاجتماعية والعمل، بعدها يستطيع تقديم شكواه للمديرة شخصياً دون عوائق ولا حتى مكتب انتظار مسبق، حيث ترى الرفيقة بشرى أن تخصيص مكتب لاستلام الشكاوى يفقد المواطن رغبته في التعاون فالمواطن عندما يرى أن المدير هو من يستلم دلالات الحالة التي يريد الإبلاغ عنها، ويتواصل شخصياً مع عائلة هذه الحالة سيشعر بأهمية ما قدمه لنا وسيستمر بالتعاون مع المديرية

 

بعد استلام الشكوى تبدأ عملية دراسة الحالة المجتمعية وتحديد حجمها وأبعادها وأسبابها ومعالجتها وفقاً لخصوصية كل حالة، وتوضح المديرة أن بعض الحالات هي امتهان للتسول في حين أن البعض الآخر هي حالات حاجة حقيقية وفي كلا الحالتين اكتفينا بالمعالجة والمتابعة للحالة

 

حيث يتم التعاطي مع حالات التسول بالتواصل مع عائلة المتسول لردعه، إضافة إلى معالجة البيئة المحيطة بالفرد، فبعض الحالات سببها نفسي، أو فراغ اجتماعي فتلجأ الحالة لامتهان التسول لإشباع حاجتها إلى الشعور بالاهتمام من المحيط، أما حالات التشرد الحقيقية أي وجود أشخاص بلا مأوى يتم التعاون بين مديرية الشؤون الاجتماعية والعمل وبين جمعية الرعاية كونها تمتلك مركز لإيواء أي حالة من حالات التشرد من مختلف الأعمار فيكون الإيواء مؤقت أو دائم حسب ظروف كل حالة فيتم إدخالها بعد موافقة النائب العام والقيام بإجراءات الفحص الطبي للوقاية من الأمراض السارية،

 

وتكمل الرفيقة بشرى: مؤخراً واجهنا حالة لشخص من ذوي الاحتياجات الخاصة يعيش على كرسي مدولب في الشارع وهو لا يملك مأوى وليس لديه أقارب، ومع ذلك رفض البقاء في دار الرعاية لأكثر من 11 يوماً وطلب مغادرتها، ونحن فعلياً لم نكن نملك قوة إجباره على البقاء كونه من المسنين فتابعنا الموضوع واستصدرنا بحقه قراراً من النائب العام يقضي بإدخاله إلى دار الرعاية وعدم خروجه منها إلا بموافقة من النائب العام وبذا تم احتواء المشكلة واليوم تأقلم الرجل مع بيئة دار الرعاية وتم إعادة ضبط سلوكه الاجتماعي بشكل تام.

 

ووفق الإحصائيات الرسمية لمديرية الشؤون الاجتماعية والعمل بلغت عدد الحالات التي تمت معالجتها في العام الماضي 9 حالات منهم 3 أطفال أعيدوا إلى المدرسة حيث استخدموا للتسول بسبب ضعف القدرة المادية لدى أسرتهم لذا أمنت مديرية الشؤون الاجتماعية والعمل فرصة عمل للوالد وتم إعطاء سلل غذائية للأطفال وتقديم الدعم لهم في المدرسة، كما عولجت حالتين لسيداتان مارستا التسول نتيجة إهمال العائلة لهما، إضافة إلى 4 حالات متنوعة لمتشردين مسنين دخلوا دار الرعاية للإقامة فيها أو لإعادة ضبط سلوكهم فقط، فيما رصدت أكثر من 32 حالة تسول تمت متابعتها

إن وجود هذا التعاون بين أفراد المجتمع في السويداء ومديرية الشؤون الاجتماعية والعمل، وكذلك اعتماد آلية العمل في المديرية على ما يسمى روح القانون باعتبار أن الهدف الأول لها ليس تجريم المتشردين والمتسولين بقدر العمل على منع انتشار هذه الحالات، أدى إلى معالجة حقيقية للمشكلة وبالتالي عدم انتشارها الأمر الذي قاد إلى حماية أفراد المجتمع من الأمراض التي يسببها انتشار المتسولين والمتشردين، فبوركت الأيادي التي تحمل مسؤولية العمل وتبدع في انجازه على أتم وجه.

اضافة تعليق