حزب البعث العربي الاشتراكي

logo

header-ad
أحدث الأخبار

إعادةُ التفكيرِ في الدَّولة: قراءة في ضوءِ الأزمةِ السوريّة

تُمثل إعادة التفكير في الدّولة مهمة أساسية، وأول بند من أجندة ممكنة أو محتملة لسورية ما بعد الحرب. بصورة تعيد الاعتبار لفكرة الدولة أو الدولة الوطنية أو الدولة الراهنة بالمعنى الذي يمكن أن تتوافق عليه فواعل السياسة في سورية.

ظهر في الحرب السورية ديناميتان متعاكستان تجاه الدولة، واحدة ضدها وقد عدّتها هدفاً للصّراع السياسيّ، والأخرى معها وعدّت الدّفاع عن النظام السياسيّ دفاعاً عنها. وإنَّ من أوّل الدروس التي يُفترض استخلاصها من الحرب، هو ضرورة الحفر عميقاً في مصادر وطبقات الخطاب والسلوك حول السياسة والدولة، وحول أسباب الحرب، من أجل تفادي وقوع حرب أخرى في المستقبل.

إنَّ إعادة التفكير في الدولة في ظلّ الحرب محكومة بسؤال رئيس، وهو أي دولة يريد السوريون، وإلى أي حدٍّ يمكن أن يتوافقوا عليها؟ والأهم، هو قدرة السوريين على الاقتراب من مشروع بناء "عقد اجتماعي جديد" فيما بينهم، بوصفهم سوريين في المقام الأول، وليس فقط بوصفهم عرباً وكرداً أو مسلمين ومسيحيين أو علويين وسُنّة وشيعة، وليس بوصفهم قبائل وعشائر أو أبناء مناطق وجهات، أو بوصفهم مدناً وأريافاً وبواديَ، أو شرائح وطبقات، إلخ.

تتطلب المقاربة الجادة لظاهرة الدولة في سورية، تغيير قواعد التفكير والنظر إلى السياسة، انطلاقاً من الواقع والمعيوش وليس الإيديولوجي والدوغمائي. وقد لا يكون ثمة "منوال" صالح بالتمام لاتّباعه، ومن ثم فإنَّ المطلوب هو التفكير في "إطار حاكم" لبناء دولة قوية وعادلة، و"فتح باب الاجتهاد" في السياسة والدولة، و"زحزحة" البنى العقدية والأفكار والمدارك النمطية حول الدولة، و"الاستخدام العمومي للعقل"! ولا بد من إعادة الاعتبار لفكرة ومسألة الدولة والدولة الوطنية، والهوية الوطنية، وما يمكن أن نسميه –مؤقتاً– أسس أو مصادر الشخصية السورية ومشروع الدولة في سورية، وتأصيل أو تعزيز الأسس الثقافية والتاريخية والاجتماعية لظاهرة الدولة في سورية، وتدبّر السبل الممكنة للعبور إلى دولة قوية ومستقرة.

تتألف الدراسة من مقدمة وعشرة محاور: أولاً- في المقاربة والرؤية ويتضمن: المركزية الغربية واجتهادات الأطراف، واللغة والتاريخ؛ ثانياً- حول الدولة في سورية؛ ثالثاً- التنكّر لـ الدولة! رابعاً- التمسك بالدولة؛ خامساً- ديناميات متعاكسة حول الدولة؛ سادساً- ضد الدولة، التمسك بالدولة؛ سابعاً- دروس الحرب؛ ثامناً- الدولة ما بعد الحرب؛ تاسعاً- أي مقاربة ممكنة؟  ويتضمن: أي نقطة ارتكاز؟ والاستخدام العمومي للعقل! وإعادة الاعتبار للدولة؛ عاشراً- الإشارات والتنبيهات؛ وأخيراً خاتمة.

المصدر : مركز دمشق للأبحاث والدراسات -  د.عقيل سعيد محفوض

اضافة تعليق