حزب البعث العربي الاشتراكي

logo

header-ad
أحدث الأخبار

"السويداء".. الفلاح يتعب ويدفع والتاجر يحصد والمعنيون "يتفرجون"!

ينتظر “بيان خزعل” أحد مالكي برادات ومزارعي التفاح في قرية “الكفر” في “السويداء”، ارتفاع الأسعار لتسويق أكثر من 150 طن من تفاح موسم العام
الفائت ولا مؤشرات تدفع للتفاؤل، وإذا لم تدعمهم الحكومة بالمحروقات فالخسارة مؤكدة كما كل عام. 

يضيف “خزعل” لـ”سناك سوري”: «مع اقتراب نهاية موسم التسويق، لم نتمكن من تسويق أكثر من عشرة بالمئة من إنتاج بساتيننا أنا وأخوتي، فقد هبط السعر
بشكل كبير وتضاعفت تكلفة النقل ما دفعنا للانتظار».

ووفق رأيه فإن الفلاح في العام الفائت كان ضحية للطبيعة حيث تعرض الموسم في مرحلة الربيع لموجات البرد التي شوهت المنتج وكذلك عن موسم الجني، وكانت النتيجة تأثر كبير للمنتج الذي تأذى بنسبة 90 بالمئة، وبشكل عام فالتجار يطلبون منتج نظيف، وهذا صعب توافره بالمرحلة الحالية، وكان أملهم بالسوق
المحلي مع العلم بحاجة المواطن للتفاح كفاكهة مرغوبة.

“خزعل” يقول إن الفلاح الذي لم يسلم انتاجه من غضب الطبيعة وحبات البرد، كان أيضا بمرمى إصابات محققة نتيجة ارتفاع المحروقات وأجور النقل إلى
“دمشق” لتصبح رحلة الشاحنة الواحدة تكلف من 20 ألف إلى أربعين ألف ليرة، لذا اضطر الفلاح للاستمرار بتخزين منتجه، رغم تكلفة التبريد التي لا تقل عن
400- 500 ليرة للصندوق الواحد أيضا تبعاً لأسعار الكهرباء، يضيف: «بالنسبة لي أنا أملك براد وانتاجي محفوظ والمشكلة كبيرة ومحفوفة بالخسارة للفلاح
الذي يخزن بالإيجار، مع العلم أننا نحن الاثنين مضطرين لتفريغ البرادات بداية الشهر الخامس، وهذا أخطر ما في الموضوع ومن الممكن أن نضطر للبيع
بخسارة بعد الصبر والانتظار ونقول هي العادة أن يبقى الفلاح الحلقة الأضعف مثل كل عام».

*رئيس الغرفة الزراعية: التاجر يكتفي بإظهار الخسارة!*

تفاؤل الجهات المختصة بالتسويق إلى “مصر” لم يصل للفلاح فقد مر عبر التاجر، حيث يرجح بعض التجار أن التفاح وصل إلى مصر بنصف السعر، ضمن أحاديث لم تنفها ولم تؤكدها غرفة الزراعة في “السويداء” وفق رؤية بسيطة تقول إذا لم يحقق التاجر الربح لماذا يعيد التجربة؟!.

ووفق رئيس الغرفة الزراعية “حاتم أبو راس” فإن الأزمة متوقعة لأن موسم العام الفائت كان أكبر من المعتاد، حيث تراوح انتاج المحافظة من 70 إلى 80
ألف طن وهذا رقم كبير، والتسويق المحلي يتم بين “دمشق” و”حلب” ونسبة كبيرة من التجار ينتظرون ارتفاع السعر لتسويق ما لديهم مضيفاً أن «بعض الفلاحين يرغبون بالتأجيل لتحسن السعر حسب تعبير البعض والسوق فاتر مع “مصر” وهناك خسارة لكن الفكرة، أننا في كل يوم نخرج عشرات شهادات المنشأ فمادام التاجر يتعرض للخسارة لماذا يكرر التجربة؟».

يؤكد “أبو راس” أنه تم تسويق «تسعة آلاف طن إلى “مصر” هذا العام وفي كثير من الأيام يغادر المدينة 10 برادات باتجاه “مصر” وللأسف ليس لدينا أرقام
دقيقة عن الربح والخسارة، ويكتفي التاجر بإظهار الخسارة لكن كيف؟ وكم؟ لا إجابات وتوضيحات تفي بالغرض».

تلميح الغرفة الزراعية لعدم وضوح تعامل التجار، يوحي بأن الفلاح ضحية دائمة للتاجر الذي يستفيد على حساب الفلاح بينما لا يملك الأخير إلا القبول بشروط
التاجر مع غياب سياسات حكومية تحمي الزراعة، وتقدم للفلاح شروط التمكين وحماية المنتج وطبعاً هذا ليس بالجديد على فلاحي البلاد و”السويداء”  الذين
عانوا ما عانوه مع أسعار المبيدات وتكاليف الزراعة، والخسارات المتكررة في الوقت الذي ينتظر المواطن انخفاض السعر وفي الغالب لا يحصل إلا على النخب الثالث والرابع بأغلى الأسعار لتذوق تفاح بلده بينما يصدر النوع الجيد.

ويبقى توقع تحسن الأسواق أمل يراود الغرفة الزراعية والفلاحين مع مطالبة دائمة بفتح أسواق جديدة علها تعيد الدماء للتسويق الذي بات هم الفلاح، عله
يحمل عن أكتافه أجور التخزين الملزم بتسديدها نهاية الموسم كما يقول “حمد خزعل” الذي يأمل مع باقي الفلاحين، بإيجاد منفذ أو تحرك السوق للتسويق دون
خسارات إضافية تصل إلى مئات الآلاف هذا على مستويات الملكيات المحدودة فكيف بمن خزن آلاف الصناديق.أزمة تسويق التفاح في “السويداء” تذكر بأزمة تسويق الحمضيات في الساحل، إذ يبدو أن التسويق إحدى معضلات الحكومة التي لم تجد لها حلاً بعد.

المصدر : سناك سوري

اضافة تعليق